وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن الْعَبَّاس هَذَا مَا لَا يقدر أحد على أَن يَدعِي لَهما فِيهِ كلمة فَمَا فَوْقهَا يَعْنِي مِمَّا يكونَانِ بِهِ فَوق من قد ذكرنَا فِي شَيْء من هَذِه الْفَضَائِل فَلم يبْق إِلَّا دَعْوَى النَّص عَلَيْهِمَا وَهَذَا مَالا يعجز عَن مثله أحد لَو استجازت الْخَوَارِج التوقح بِالْكَذِبِ فِي دَعْوَى النَّص على عبد الله بن وهب الراسي لما كَانُوا الأمثل الرافضة فِي ذَلِك سَوَاء بِسَوَاء وَلَو استحلت الأموية أَن تجاهر بِالْكَذِبِ فِي دَعْوَى النَّص على مُعَاوِيَة لَكَانَ أَمرهم فِي ذَلِك أقوى من أَمر الرافضة لقَوْله تَعَالَى {وَمن قتل مَظْلُوما فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا فَلَا يسرف فِي الْقَتْل أَنه كَانَ منصوراً} وَلَكِن كل أمة مَا عدا الرافضة وَالنَّصَارَى فَإِنَّهَا تَسْتَحي وتصون أَنْفسهَا عَمَّا لَا تصون النَّصَارَى وَالرَّوَافِض أنفسهم عَنهُ من الْكَذِب الفاضح الْبَارِد وَقلة الْحيَاء فِيمَا يأْتونَ بِهِ ونعوذ بِاللَّه من الخذلان
(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) وَكَذَلِكَ لَا يَجدونَ لعَلي بن الْحُسَيْن بسوقا فِي علم وَلَا فِي عمل على سعيد بن الْمسيب وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَسَالم بن عبد الله بن عَمْرو وَعُرْوَة بن الزبير وَلَا على أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام وَلَا على ابْن عَمه الْحسن بن الْحسن وَكَذَلِكَ لَا يَجدونَ لمُحَمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بسوقا فِي علم وَلَا فِي عمل وَلَا ورع على عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَلَا عَليّ مُحَمَّد بن عَمْرو وبن أبي بكر بن الْمُنْكَدر وَلَا على أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَلَا على أَخِيه زيد بن عَليّ وَلَا على عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ وَلَا على عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَذَلِكَ لَا يَجدونَ لحعفر بن مُحَمَّد بسوقا فِي علم وَلَا فِي دين وَلَا فِي عمل على مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ وَلَا على ابْن أبي ذُؤَيْب وَلَا على عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر وَلَا على عبيد الله بن عمر وبن حَفْص بن عَاصِم بن عمر وَلَا على ابْني عَمه مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن وعَلى بن الْحسن بن الْحسن بن الْحسن بل كل مَا ذكرنَا فَوْقه فِي الْعلم والزهد وَكلهمْ أرفع محلا فِي الْفتيا والْحَدِيث لَا يمْنَع أحد مِنْهُم من شَيْء من ذَلِك وَهَذَا ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قد جمع فقهه فِي عشْرين كتابا ويبلغ حَدِيثه نَحْو ذَلِك إِذا تقصى وَلَا تبلغ فتيا الْحسن وَالْحُسَيْن ورقتين ويبلغ حَدِيثهمَا ورقة أَو روقتين وَكَذَلِكَ على بن الْحُسَيْن إِلَّا أَن مُحَمَّد بن عَليّ يبلغ حَدِيثه وفيتاه جزأ صَغِيرا وَكَذَلِكَ جَعْفَر بن مُحَمَّد وهم يَقُولُونَ أَن الإِمَام عِنْده جَمِيع علم الشَّرِيعَة فَمَا بَال من ذكرنَا أظهرُوا بعض ذَلِك وَهُوَ الْأَقَل إِلَّا نقص وكتموا سائره وَهُوَ الْأَكْثَر الْأَعْظَم فَإِن كَانَ فرضهم الكتمان فقد خالفوا الْحق إِذْ أعْلنُوا مَا أعْلنُوا وَإِن كَانَ فرضهم الْبَيَان فقد خالفوا الْحق إِذْ كتموا مَا كتموا وَأما من بعده جَعْفَر بن مُحَمَّد مِمَّا عرفنَا لَهُم علما أصلا لَا من رِوَايَة وَلَا من فتيا على قرب عَهدهم منا وَلَو كَانَ عِنْدهم من ذَلِك شَيْء لعرف كَمَا عرف عَن مُحَمَّد بن عَليّ وَابْنه جَعْفَر وَعَن غَيره مِنْهُم مِمَّن حدث النَّاس عَنهُ فبطلت دَعوَاهُم الظَّاهِرَة الكاذبة اللائحة السخيفة الَّتِي هِيَ من خرافات السمر ومضاحك السخفاء فَإِن رجعُوا إِلَى ادِّعَاء المعجزات لَهُم قُلْنَا لَهُم إِن المعجزات لَا تثبت إِلَّا بِنَقْل التَّوَاتُر لَا بِنَقْل الأحاد الثِّقَات فَكيف بِولد الوقحاء الْكَذَّابين الَّذين لَا يدْرِي من هم وَقد وجدنَا من يروي لبشر الحافي وشيبان الرَّاعِي ورابعة العدوية أَضْعَاف مَا يَدعُونَهُ من الْكَذِب لأئمتهم وَأظْهر وَأفْشى وكل لَك حَمَاقَة لَا يشْتَغل ذُو دين لَا ذُو عقل بهَا وَنَحْمَد الله على السَّلامَة فَإِذا قد بَطل كل مَا يَدعُونَهُ وَللَّه تَعَالَى الْحَمد فلنقل على الْإِمَامَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالبرهان وَبِاللَّهِ تَعَالَى نتأيد
(قَالَ أَبُو مُحَمَّد) قد اخْتلف النَّاس فِي هَذَا فَقَالَت طَائِفَة إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يسْتَخْلف أحدا ثمَّ اخْتلفُوا فَقَالَ بَعضهم لَكِن لما اسْتخْلف أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ على الصَّلَاة كَانَ ذَلِك