بادية وَعَيناهُ زرق وحدقتاه قد وقعتا على وَجهه من شدَّة مَا هُوَ فِيهِ من الْعَذَاب وكل ضرس من أَضْرَاسه أعظم من جبل أحد شعره كآجام الْقصب وَله سَبْعَة جُلُود غلظ كل جلد مِنْهَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعا مَا بَين الْجلد إِلَى الْجلد مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام فِيهَا ديدان لَهَا جلبة كجلبة الوحوش فِي الْبَريَّة فِي جسده من الشّعْر مَا لَا يحصي عدده إِلَّا الله تَعَالَى فِي أصل كل شَعْرَة من الآلام والوجع وَالْعَذَاب مَا لَو قسم على أهل الدُّنْيَا من يَوْم خلقهمْ الله تَعَالَى إِلَى يَوْم يَبْعَثهُم لماتوا كلهم فِي أسْرع من طرفَة عين
ثمَّ يُؤْتى بسلسلة ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا فتغل بهَا يَدَاهُ وعنقه وَيدخل طرفها فِي فِيهِ وَتخرج من دبره ثمَّ يلف مَا بَقِي مِنْهَا على عُنُقه يتوقد ويشتعل نَارا ثمَّ يُؤْتى بصخرة من كبريت أعظم من الْجَبَل الْعَظِيم لَو وضعت على جبال الدُّنْيَا لذابت من حرهَا فَتعلق فِي عُنُقه وَهِي تشتعل نَارا ثمَّ يُؤْتى بتاج من نَار فَيُوضَع على رَأسه فيصعد حر الصَّخْرَة إِلَى وَجهه وَينزل حر التَّاج إِلَى وَجهه ويجتمع مَعَ حر الصَّخْرَة وَلَا يقدر أَن يرفع عَن وَجهه بيدَيْهِ لِأَنَّهُمَا مغلولتان إِلَى عُنُقه قَالَ الله تَعَالَى {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سوء الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة} الزمر ٢٤ وَقَالَ عز وَجل {وتغشى وُجُوههم النَّار} إِبْرَاهِيم ٥٠ تغشى وُجُوه الْكفَّار
ثمَّ يُؤْتى بسربال من قطران وَهُوَ نُحَاس جَهَنَّم قد انْتهى فِي شدَّة الْحر فيلبسه لَو أَن ذَلِك السربال ألقِي فِي الدُّنْيَا لَصَارَتْ الدُّنْيَا من مشرقها إِلَى مغْرِبهَا جَمْرَة وَاحِدَة أسْرع من لمح الْبَصَر ثمَّ يقرن مَعَ شَيْطَان يكون ذَلِك الشَّيْطَان عَلَيْهِ أَشد من كل عَذَاب يعذب بِهِ ثمَّ يُقَال لَهُ أخرج على النَّاس وَأخْبر أَصْحَابك أَن لكل وَاحِد مِنْهُم مثل هَذَا الْعَذَاب
فَيخرج الْأسود على أقبح الْأَحْوَال وَكتابه بِشمَالِهِ لَيْسَ فِيهِ حَسَنَة وَاحِدَة وسيئاته ظَاهِرَة لِلْخلقِ وَالْملك يُنَادي على الْأسد بن عبد الْأسود يَا أهل الْموقف قد شقي الْأسود شقاوة لَا يسْعد بعْدهَا أبدا