عَن عصيانه
مَا هَذِه أَفعَال الْمُؤمنِينَ وَلَا هَذِه سيرة الموقنين قد أضلنا عدونا الشَّيْطَان اللعين وخدعنا بمكره وأغوانا أَجْمَعِينَ
٣٠٧ - عمل الْملكَيْنِ
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (إِذا قبض الله روح عَبده الْمُؤمن صعد ملكاه إِلَى السَّمَاء فَقَالَا رَبنَا وكلتنا بعبدك الْمُؤَن فلَان نكتب عمله وَقد قَبضته إِلَيْك فَأذن لنا أَن نصعد إِلَى السَّمَاء فَيَقُول الله عز وَجل سمائي مَمْلُوءَة بملائكتي يسبحوني فَيَقُولَانِ فَأذن لنا أَن نسكن الأَرْض فَيَقُول عز وَجل أرضي مَمْلُوءَة من خلقي فَيَقُولَانِ يَا رَبنَا أَيْن نَكُون فَيَقُول عز وَجل قوما عِنْد قبر عَبدِي فسبحاني وأحمداني وهللالني واكتبا ثَوَاب ذَلِك لعبدي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَالْحَمْد لله الَّذِي جعلنَا من أمة مُحَمَّد الْمُصْطَفى وحسبنا بِهَذَا فضلا وَكفى بِكِتَاب مَوْلَانَا لأمواتنا الْحَسَنَات وَيجْعَل الْمَوْت لَهُم كَفَّارَة لما سلف من السَّيِّئَات
وأنشدوا
(على كل حَال وشريكون ... فقد مَاتَ مثلك فِي مثلهَا)
(فَمَا لَك تلعب بالتراهات ... وتخدع نَفسك من عقلهَا)
(من الرشد فِي برهَا بالعقوق ... وترضى بذلك من جهلها)
(وَأَنت تخَالف فِيهَا العذول ... وتطوي لسَانك عَن عذلها)
(وَسيف الْمنية قد سلها ... وَأَنت تنام على قَتلهَا)
ودولة ذِي الْعِزّ مَقْطُوعَة ... وَأَنت تغفل عَن عذلها)
إِلَى مَتى هَذَا الصدود عَن طَاعَة الْملك المعبود والغفلة عَن بَحر الْمَوْت المورود فارحموا أَنفسكُم قبل التّلف وأبكوا عَلَيْهَا قبل الأسف فَإِن السّفر بعيد وهول المطلع فظيع شَدِيد والزاد قَلِيل والهم والحزن طَوِيل وَبعد ذَلِك الْيَوْم العبوس الثقيل يَا أخي لكل حَيّ قوت وَأَنت يَا مِسْكين قوت الْمَوْت فاعمل للْمَوْت قبل الْفَوْت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute