الصَّلَاة وَالسَّلَام وَأحب الصّيام إِلَى الله تَعَالَى صِيَام دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ ينَام من اللَّيْل نصفه وَيقوم ثلثه وينام سدسه وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا
٣٧٣ - الصّيام بَاب الْعِبَادَة
رُوِيَ عَن كَعْب الْأَحْبَار رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لَيْسَ فِي الْعِبَادَات أفضل من الصّيام لِأَنَّهُ بَاب الْعِبَادَة
وَقد جعل الله تبَارك وَتَعَالَى هَذَا الشَّهْر الْعَظِيم كَفَّارَة للذنب وَلَيْسَ فِي الذُّنُوب إِلَّا عَظِيم لأننا إِنَّمَا نعصي بهَا الرب الْعَظِيم
وَقد قَالُوا لَا تنظر إِلَى صَغِير ذَنْبك وَلَكِن انْظُر من عصيت تَابَ الله علينا حَتَّى لَا نعصيه
فَالله الله عباد الله غضوا أبصاركم فِي هَذَا الشَّهْر الْعَظِيم وَفِي غَيره عَن النّظر إِلَى الْمَحْظُورَات واحبسوا أَلْسِنَتكُم عَن أَخذ أَعْرَاض الْمُسلمين وَالْمُسلمَات وَأَكْثرُوا فِيهِ من الصَّدَقَة على أهل المسكنة من ذَوي الْحَاجَات وَقومُوا فِي لياليكم فِيهِ بِكَثْرَة الصَّلَوَات واسكبوا من أعينكُم واكف العبرات وَتَضَرَّعُوا إِلَى الله فِي إِقَالَة العثرات
عساه يُبدل سَيِّئَاتكُمْ بِالْحَسَنَاتِ
فَإِن قيل مَا الْحِكْمَة فِي فرض شهر رَمَضَان فَفِيهِ أَقْوَال أَحدهَا أَن الله تَعَالَى أمرنَا أَن نَصُوم فِيهِ ونجوع لِأَن الْجُوع ملاك السَّلامَة فِي بَاب الْأَدْيَان والأبدان عِنْد الْأَطِبَّاء والحكماء
وَقيل مَا مَلأ ابْن آدم وعَاء شَرّ من بَطْنه وَالْحكمَة ملك لَا يسكن إِلَّا فِي بَيت خَال
٣٧٤ - فضل الْجُوع
رُوِيَ عَن يحيى بن معَاذ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ من شبع من الطَّعَام عجز عَن الْقيام وَمن عجز عَن الْقيام افتضح بَين الخدام وَإِذا امْتَلَأت الْمعدة رقدت الْأَعْضَاء عَن الطَّاعَات وَقَعَدت الْجَوَارِح عَن الْعِبَادَات
وأنشدوا
(تجوع فَإِن الْجُوع يُورث أَهله ... عواقب خير عَمها الدَّهْر دَائِم)
(وَلَا تَكُ ذَا بطن رغيب وشهوة ... فَتُصْبِح فِي الدُّنْيَا وقلبك هائم)
وَرُوِيَ عَن ذِي النُّون الْمصْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ أَنه قَالَ تجوع بِالنَّهَارِ وقم بالأسحار تَرَ عجبا من الْملك الْجَبَّار
وَرُوِيَ عَن يحيى بن معَاذ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ لَو كَانَ الْجُوع يُبَاع فِي