للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والذنُوب وينفس الله عَن الحزين المكروب يَقُول الْمولى جلّ جَلَاله لملائكته يَا ملائكتي انْظُرُوا إِلَى الألسن الْيَابِسَة كَيفَ تبتل بذكري انْظُرُوا إِلَى الأحداق الصلبة كَيفَ تَدْمَع من خوفي انْظُرُوا إِلَى الْأَقْدَام المنعمة تنصب فِي المحاريب ابْتِغَاء وَجْهي يَا أخي مَتى أطعمت فِي هَذَا الشَّهْر لله رب الأَرْض وَالسَّمَوَات رفعت إِلَى الدَّرَجَات الْعَالِيَة فِي قَرَار الجنات وحصلت مَعَ مَوْلَاك مكسيا من الْحَسَنَات عُريَانا من السَّيِّئَات

٣٦٦ - تَقْسِيم الصَّوْم والصائمين

وَالصَّوْم ثَلَاثَة صَوْم الرّوح وَهُوَ قصر الأمل وَصَوْم الْعقل وَهُوَ مُخَالفَة الْهوى

وَصَوْم الْجَوَارِح وَهُوَ الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَالشرَاب وَالْجِمَاع

يَا أخي من صَامَ عَن الطَّعَام وَالشرَاب فصومه عَادَة وَمن صَامَ عَن الرِّبَا وَالْحرَام وَأفْطر على الْحَلَال من الطَّعَام فصومه عدَّة وَعبادَة وَمن صَامَ عَن الذُّنُوب والعصيان وَأفْطر على طَاعَة الرَّحْمَن فَهُوَ صَائِم رَضِي وَمن صَامَ عَن القبائح وَأفْطر على التَّوْبَة لعلام الغيوب فَهُوَ صَائِم تَقِيّ وَمن صَامَ عَن الْغَيْبَة والبهتان وَأفْطر على تِلَاوَة الْقُرْآن فَهُوَ صَائِم رشيد وَمن صَامَ عَن الْمُنكر والإغيار وَأفْطر على الفكرة وَالِاعْتِبَار فَهُوَ صَائِم سعيد وَمن صَامَ عَن الرِّيَاء والانتقاص وَأفْطر على التَّوَاضُع وَالْإِخْلَاص فَهُوَ صَائِم سَالم وَمن صَامَ على خلاف النَّفس والهوى وَأفْطر على الشُّكْر وَالرِّضَا فَهُوَ صَائِم غَانِم وَمن صَامَ عَن قَبِيح أَفعاله وَأفْطر على تَقْصِير آماله فَهُوَ صَائِم مشَاهد وَمن صَامَ عَن طول أمله وَأفْطر على تقريب أَجله فَهُوَ صَائِم زاهد

قَالَ الله تَعَالَى {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة من أَيَّام أخر} الْبَقَرَة ١٨٤ يَا أخي هَذِه رَحْمَة مَوْلَاك رَضِي أَن ينقص من حَقه لِئَلَّا ينقص من نَفسك وَهَذِه غَايَة اللطف من مَوْلَاك

رخص لَك أَن تفطر الْأَيَّام الطوَال بالعذر وَرخّص لَك أَن تفطر مُتَتَابِعًا وتقضي إِن شِئْت مُتَفَرقًا ليسهل عَلَيْك وتصوم الْأَيَّام الْقصار عوضا عَن الْأَيَّام الطوَال وَهَذَا الرِّفْق

٣٦٧ - تَمْثِيل الشُّهُور كأخوة يُوسُف

قبل الشُّهُور الإثني عشر كَمثل أَوْلَاد يَعْقُوب عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم السَّلَام

وَشهر رَمَضَان بَين الشُّهُور كيوسف بَين إخْوَته فَكَمَا أَن يُوسُف أحب الْأَوْلَاد إِلَى يَعْقُوب كَذَلِك رَمَضَان أحب الشُّهُور إِلَى علام الغيوب

<<  <   >  >>