نور وَلَا يكون النُّور يَوْمئِذٍ إِلَّا من الْأَعْمَال الصَّالِحَة فَمن عمل عملا صَالحا نجاه من النَّار وَجَاز إِلَى دَار الرَّاحَة والقرار
وَمن لم يقدم فِي الدُّنْيَا عملا صَالحا حجب عَن النّظر إِلَى وَجه الْجَبَّار وَهوى فِي دَار الندامة والبوار
فِي دَار عَذَابهَا سموم وشرابها حميم وظلها لَا بَارِد وَلَا كريم وطعامها الزقوم يتردى وَالله فِي دَار عَذَابهَا أَلِيم ومسكنها جحيم وساكنها أبدا فِي الْعَذَاب مُقيم يتردى وَالله فِي نَار قعرها بعيد وعذابها شَدِيد وشرابها صديد ومقامعها حَدِيد وَمَا هِيَ من الظَّالِمين بِبَعِيد
وأنشدوا
(أما آن يَا أَخ أَن تستفيقا ... وَأَن تتناسى الْحمى والعقيقا)
(وَقد ضحك الشيب فِي عَارِضَيْك ... وَبَانَتْ مساويك فِيهِ بروقا)
(وَركب أَتَاهُم وَقد عرضوا ... على أَتبَاع المنايا طروقا)
(أدارت عَلَيْهِم كؤوس الْحمام ... صَبُوحًا (تلازمهم) أَو غبوقا)
(وَمَا زَالَ فيهم غراب الْحمام ... فَيسْمعهُمْ للمنايا نعيقا)
(ويحجل فِي عرصات الْقُصُور ... وَحَتَّى أعَاد الفسيحات ضيقا)
(أَلا فازجر النَّفس عَن غيها ... عساك تجوز الصِّرَاط الدقيقا)
(مقَام بِهِ تذهل المرضعات ... وتلقى الْحَوَامِل وَعدا صَدُوقًا)
(وتبرز للنَّاس نَار الْجَحِيم ... لَهَا عنق تترامى حريقا)
(شرابهم الْمهل فِي قعرها ... تقطع أمعاءهم والعروقا)
(إِذا طبقت فَوْقهم لم يكن ... لتسمع إِلَّا البكا والشهيقا)
(أذلك خير أم القاصرات ... تخال مباسمهن البروقا)
(قصرن على حب أَزوَاجهنَّ ... فمشتاقة تتلقى مشوقا)
(لقد فَازَ من كَانَ للمصطفى ... بدار المقامة يَوْمًا رَفِيقًا)
٧٧ - حسن الْعَمَل والصراط
فَمثل لنَفسك يَا مِسْكين وَقد جِئْت إِلَى الصِّرَاط وَقد رَأَيْت العاملين وَقد جازوا وأنوارهم تسْعَى بَين أَيْديهم وبأيمانهم وَرَأَيْت الباطلين فِي ظلمات البطالات وغمرات الجهالات
فَالله الله يَا جمَاعَة الضُّعَفَاء يَا من قطع عمره فِي الْخلاف والجفاء خُذُوا لانفسكم بِالِاحْتِيَاطِ واحذروا الْأَهْوَال الصعبة عِنْد جَوَاز الصِّرَاط
لِأَن الصِّرَاط لَا يجوزه آثم وَلَا ينجو مِنْهُ ظَالِم
والصراط حق رَقِيق لَا