وَكَذَلِكَ حَقِيقَة الصّيام ترجع إِلَى اللُّغَة لِأَن مَا من جارحة فِي بدن الْإِنْسَان إِلَّا وَيلْزمهُ الصَّوْم فِي رَمَضَان وَفِي غير رَمَضَان فصوم اللِّسَان ترك الْكَلَام إِلَّا فِي ذكر الله تَعَالَى وَصَوْم السّمع ترك الإصغاء إِلَى الْبَاطِل وَإِلَى مَا لَا يحل سَمَاعه وَصِيَام الْعَينَيْنِ ترك النّظر والغض عَن محارم الله تَعَالَى لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (من نظر إِلَى امْرَأَة نظرة حَرَامًا حَشا الله عَيْنَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة بمسامير من نَار حَتَّى يقْضِي الله بَين الْخلق ثمَّ يُؤمر بِهِ إِلَى النَّار إِلَّا أَن يَتُوب) وعَلى كل نظرة لفحة من لفحات جَهَنَّم
٣٤٦ - عِقَاب نظرة فِي الْحَرَام
ذكر عَن بعض الصَّالِحين أَنه نظر على وَجهه لمْعَة سَوْدَاء فَسئلَ عَنْهَا فَقَالَ نظرت يَوْمًا إِلَى امْرَأَة فتابعت النظرة بِأُخْرَى فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَقد نشر الْخَلَائق فِي صَعِيد وَاحِد وَجِيء بجهنم وَنصب الصِّرَاط على متنها وَقَالَ الله تَعَالَى لي جز يَا عَبدِي فَاقْتَحَمت الصِّرَاط فَخرج لِسَان من نَار جَهَنَّم فَأحرق وَجْهي فأثر فِيهِ هَذِه اللمْعَة فَقَالَ الله تَعَالَى يَا عَبدِي نظرة بنظرة وَلَو زِدْت لزدناك