وَتَعَالَى مغمومين مكروبين محزونين لَا يَدْرُونَ أينجون أم يهْلكُونَ مَعَ كل إِنْسَان مِنْهُم حافظاه اللَّذَان كَانَا يكتبان عَلَيْهِ عمله فِي الدُّنْيَا فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ يلقى الله تبَارك وَتَعَالَى ذكرهم فِي قُلُوب إخْوَانهمْ من أهل الْجنَّة وعَلى ألسنتهم فَيَقُول بَعضهم لبَعض يَا لَيْت شعرنَا مَا فعل إِخْوَاننَا من أهل الْأَعْرَاف فَيَقُولُونَ مَا لنا علم بِمَا صَنَعُوا وَلَكنَّا نسْأَل الْحفظَة وَمن مَعَهم حَتَّى يخبرونا مَا فعلوا فينادون من قصورهم يَا معشر الْمَلَائِكَة الَّذين مَعَ أَصْحَاب الْأَعْرَاف مَا فعل أخواننا من أَصْحَاب الْأَعْرَاف
١٣٨ - شَفَاعَة أهل الْجنَّة فِي أَصْحَاب الْأَعْرَاف
فَيَقُول الْمَلَائِكَة يَا معشر أهل الْجنَّة أَصْحَاب الْأَعْرَاف لم يدخلوها وهم يطمعون بِدُخُولِهَا قد قل نورهم وطفئ سراجهم وبقوا على أَطْرَاف أناملهم وأرجلهم وهم وقُوف ينتظرون رَحْمَة رَبهم فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَنَادَوْا أَصْحَاب الْجنَّة} الْأَعْرَاف ٤٦ يَعْنِي نادت الْمَلَائِكَة أَصْحَاب الْجنَّة {أَن سَلام عَلَيْكُم لم يدخلوها وهم يطمعون} الْأَعْرَاف ٤٦
١٣٩ - حَيَاء آدم
فَعِنْدَ ذَلِك يلبس أهل الْجنَّة الْحلِيّ وَالْحلَل ويضعون التيجان على رؤوسهم ثمَّ يمصون بأجمعهم حَتَّى يَأْتُوا آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَهُوَ فِي قصره فينادون بأجمعهم يَا أَبَانَا أَنْت الَّذِي خلقك الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيك من روحه وأسجد لَك كرام مَلَائكَته وأسكنك جنته إِن نَاسا من ولدك محبوسون على الصِّرَاط قل نورهم وطفئ سراجهم فاشفع لَهُم عِنْد ديان يَوْم الدّين فَيَقُول آدم عَلَيْهِ السَّلَام لست هُنَالك أَنا الَّذِي عصيت رَبِّي وأكلت من الشّجر فغفر لي وَأَنا أستحي أَن أساله بعد الْمَغْفِرَة شَيْئا وَلَكِن عَلَيْكُم يَا بني بِنوح الَّذِي حمله الله فِي الْفلك
١٤٠ - حَيَاء نوح
فَيَأْتُونَ نوحًا عَلَيْهِ السَّلَام فينادون بأجمعهم يَا نوح فيشرف عَلَيْهِم من قصره فَينْظر إِلَى جَمَاعَتهمْ فَيَقُول لَهُم نوح يَا أهل الْجنَّة مَا الَّذِي أزعجكم من مَنَازِلكُمْ وَمَا الَّذِي جَاءَ بكم فَيَقُولُونَ لَهُ يَا نوح أَنْت الَّذِي حملك الله فِي الْفلك إِن نَاسا محبوسون على الصِّرَاط قل نورهم وطفئ سراجهم فاشفع لَهُم عِنْد ديان يَوْم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute