مُطيعًا لمولاك مُتبعا لنبيك تَارِكًا لهواك فَمَا عَلَيْك الْيَوْم من هم وَلَا حزن حَتَّى تدخل الْجنَّة
٤٤ - الْعَمَل السوء وهيأته
وَإِذا كَانَ العَبْد خاطئا وعاصيا لذِي الْجلَال وَمَات على غير تَوْبَة وانتقال فَإِذا خرج الْمَغْرُور الْمِسْكِين من قَبره خرج مَعَه عمله السوء الَّذِي عمل فِي دَار الدُّنْيَا وَكَانَ قد صَحبه فِي قَبره فَإِذا نظر إِلَيْهِ العَبْد المغتر بربه رَآهُ أسودا فظيعا فَلَا يمر على هول وَلَا نَار وَلَا شَيْء من هموم الْقِيَامَة إِلَّا قَالَ لَهُ عمله يَا عَدو الله هَذَا كُله لَك وَأَنت المُرَاد بِهِ وأنشدوا
(أَي يَوْم يكون يَوْم النشور ... يَوْم فِيهِ يفوز أهل الْقُبُور)
(يَوْم فِيهِ الْجَزَاء جنَّة عدن ... لمطيع وَمن عصى فِي سعير)
(خَابَ من قد عصى وفاز مُطِيع ... راقب الله فِي جَمِيع الْأُمُور)
(قَامَ فِي اللَّيْل للإله ذليلا ... لَيْسَ يَخْلُو من خَوفه للقدير)
(خَافَ من عظم يَوْم هول شَدِيد ... شدَّة الهول من عَذَاب الزَّفِير)
فَالله الله عباد الله معشر المريدين انتبهوا من هَذَا الْمَنَام واهجروا الْفَوَاحِش والآثام وَارْجِعُوا إِلَى طَاعَة الْملك العلام من قبل أَن يَأْتِي يَوْم تشقق السَّمَاء فِيهِ بالغمام
٤٥ - إِخْرَاج الأَرْض مَا فِيهَا
قَالَ الله تَعَالَى {وأخرجت الأَرْض أثقالها} الزلزلة ٢ يَعْنِي مَا فِيهَا من الْمَوْتَى والكنوز وَمَا أودعها من أَعمال الْعباد وَمن مخبآت أسرارهم من أَعمال الطَّاعَة وأعمال الْعِصْيَان
فيأمر الله تَعَالَى أَن تخرج أَعمال الْعباد وَذَلِكَ أَن العَبْد إِذا خرج من قَبره يجد عمله على شَفير قَبره فَإِن كَانَ عمله صَالحا وجده نورا يستره ويحجبه يستر عَوْرَته من أعين النَّاس ويحجبه عَن النيرَان الَّتِي تَسوق النَّاس إِلَى أَرض الْقِيَامَة وَإِن كَانَ عملا سَيِّئًا وجده ظلمَة سَوْدَاء تكون عَلَيْهِ أَشد من كل هول يلقاه من أهوال يَوْم الْقِيَامَة
هَذَا كُله فِي النفخة الثَّانِيَة وَبَين النفخة الأولى وَالثَّانيَِة أَرْبَعُونَ سنة فَهُوَ قَوْله {وأخرجت الأَرْض أثقالها}