للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٣ - كف الْجَوَارِح عَن الشرور

عباد الله يَنْبَغِي لمن أصبح صَائِما أَن يَقُول لِلِسَانِهِ إِنَّك الْيَوْم صَائِم من الْكَذِب والنميمة وَقَول الزُّور وَالْبَاطِل والغيبة ولعينيه إنَّكُمَا الْيَوْم صائمتان عَن النّظر إِلَى مَا لَا يحل لَكمَا وللأذنين إنَّكُمَا الْيَوْم صائمتان من الِاسْتِمَاع إِلَى مَا يكره رَبكُمَا ولليدين إنَّكُمَا الْيَوْم صائمتان من الْبَطْش فِيمَا حرم عَلَيْكُمَا من الْغِشّ فِي البيع وَالشِّرَاء وَالْأَخْذ وَالعطَاء وللبطن إِنَّك الْيَوْم صَائِمَة عَن الْمطعم فانظري على مَاذَا تفطري وتجنبي الْمطعم الْخَبيث الَّذِي تدعين إِلَيْهِ فَإِن الله طيب وَلَا يقبل إِلَّا الطّيب وللقدمين إنَّكُمَا الْيَوْم صائمتان من السَّعْي إِلَى مَا يكْتب عَلَيْكُمَا وزره وَيبقى قبلكما تباعته وإثمه

وَمن وقف لهَذَا وصبر عَلَيْهِ فقد أوفى بِعَهْد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ومخاطبة ابْن آدم لجوارحه بِمَا تقدم وَصفه يجب على العَبْد اسْتِعْمَاله أَيَّام صَوْمه وَغَيرهَا مَا دَامَ حَيا وَهَكَذَا كلما أصبح صباح أَو أقبل مسَاء وفقنا الله وَإِيَّاكُم لاستعمال ذَلِك وَأَمْثَاله بتوبة صَادِقَة مخلصة عاجلة بكرمه

فَالله الله عباد الله امتثلوا فِي هَذَا الشَّهْر المكرم وَفِي غَيره لأوامر الله تَعَالَى وانتهوا عَن نواهيه

٣٦٤ - أصل رَمَضَان فِي اللُّغَة

قَالَ الله تَعَالَى {شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن هدى للنَّاس وبينات من الْهدى وَالْفرْقَان} الْبَقَرَة ١٨٥ فَمَا جعله هدى فَلَا يكون ضَلَالَة وَمَا جعله بَيَانا فَلَا يكون جَهَالَة وَمَا ضعف فِيهِ الْأجر فَلَا تجعلوه بطالة

شهر رَمَضَان قيل سمي شهر رَمَضَان لشدَّة الْحر فِيهِ وَقيل أَخذ من حرارة الْحِجَارَة لما يَأْخُذ الْقُلُوب من حرارة الموعظة والفكرة وَالِاعْتِبَار بِأَمْر الْآخِرَة

قَالَ الْخَلِيل الرمضاء الْحِجَارَة الحارة ورمض الْإِنْسَان إِذا مَشى على الرمضاء فَسُمي رَمَضَان بذلك لِأَنَّهُ يرمض الذُّنُوب أَي يحرقها وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ شهر يغسل الْأَبدَان غسلا ويطهر الْقُلُوب تَطْهِيرا

وَهُوَ مَأْخُوذ من الرمض وَهُوَ مطر يَأْتِي قبل الخريف

وَقيل رمض ورفض بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ من الْحُرُوف المتعاقبة يرفض قوما إِلَى مَحل الْقرْبَة والزلفى ويرفض آخَرين إِلَى مَحل الْبعد والسخطة

وَقيل سمي شهرا لشهرته

وَهُوَ شهر الإيقان وَشهر الْقُرْآن وَشهر الْإِحْسَان وَشهر الرضْوَان وَشهر الغفران وَشهر إغاثة اللهفان وَشهر التَّوسعَة على الضيفان

<<  <   >  >>