١٩٤ - يَا أهل الذُّنُوب مثلي يَا أهل الْعُيُوب مثلي يَا من يَعْصِي وَلَا يَتُوب يَا من ألغي والمحال لَهُ صحوب يَا من ضيع غَايَة المنى والمرغوب يَا من سود كِتَابه بِمَعْصِيَة علام الغيوب اعلموا عصمنا الله وَإِيَّاكُم أَن للعباد غَدا صَحَائِف يقرؤون فِيهَا الْحَسَنَات والقبائح فَمن كتب لَهُ حافظاه خيرا فِي الدَّار الفانية فَهُوَ خير لَهُ فِي الدَّار الْبَاقِيَة وَمن كَانَ خَائفًا فِي الدُّنْيَا من الْعَذَاب متحفظا مِمَّا يثبت عَلَيْهِ فِي الْكتاب متجنبا لمعصية رب الأرباب وَفقه الله مَوْلَاهُ للحق وَالصَّوَاب وَيسر عَلَيْهِ برحمته الْحساب ومحيت أوزاره من الْكتاب وَرَضي عَنهُ الْملك الْوَهَّاب وَأمر بِهِ إِلَى الْجنَّة وَحسن المآب وَمن علم أَن عمله يثبت عَلَيْهِ فِي الدِّيوَان وَهُوَ يَقْرَؤُهُ لَا محَالة بَين يَدي الرَّحْمَن فَكيف يألف الْعِصْيَان وَكَيف يَتَحَرَّك مِنْهُ اللِّسَان بالزور والبهتان وَمُخَالفَة كتاب الْملك الديَّان
١٩٥ - الْفرق بَين الْحَسَنَة والسيئة
ذكر فِي بعض الحكم أَن رجلا كَانَ يَسُوق دَابَّته فَعَثَرَتْ فَقَالَ الرجل: تعست الدَّابَّة يَعْنِي عثرت فَقَالَ ملك الْيَمين لملك الشمَال: لَيست بحسنة فاكتبها فَأُوحي الله تعالي لملك الشمَال مَا ترك صَاحب الْيَمين فاكتبه أَنْت فَكتب صَاحب الشمَال قَول الرجل تعست الدَّابَّة واعظم من هَذَا انه مَا من عبد وَلَا أمة يتنفس نفسا إِلَّا اثْبتْ عَلَيْهِ فِي الْكتاب فان خرج النَّفس فِي طَاعَة الله تَعَالَى أثْبته صَاحب الْيَمين وان خرج النَّفس فِي غير طَاعَة الله أثْبته صَاحب الشمَال حَتَّى يحكم الله تبَارك وتعالي يَوْم الْحساب فِيهِ بِحكمِهِ فَمن علم هَذَا يَقِينا فَلَا يحْتَاج أَن تمر عَلَيْهِ سَاعَة من ساعاته وَلَا وَقت من أوقاته وَلَا لَحْظَة من لحظاته إِلَّا فِي ذكر الله وَفِي الفكرة فِي عَظمَة الله