ينجو مِنْهُ من خَالف التَّحْقِيق وَترك السّنة ومنهاج الطَّرِيق الصِّرَاط طَوِيل بعيد لَا يجوز إِلَّا من أَخذ نَفسه بالحزم الشَّديد واستقام على طَاعَة الْوَلِيّ الحميد
الصِّرَاط مهول مخوف وَلَا يجوزه إِلَّا من أغاث الملهوف وأطاع الرَّحِيم الرؤوف الصِّرَاط صَعب مهول وَلَا يجوزه إِلَّا من اتبع سنة مُحَمَّد الرَّسُول وأطاع رَبًّا لَا يحول وَلَا يَزُول الصِّرَاط كثير الزَّبَانِيَة لَا يجوزه إِلَّا من أطَاع مَوْلَاهُ فِي الفانية وراقب الله فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة
وَذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَنه لَا يجوز الصِّرَاط العَبْد وَالْأمة إِلَّا من بعد نشر الدَّوَاوِين وَوضع الموازين
٧٨ - الموازين يَوْم الْقِيَامَة
ذكر أَن لكل إِنْسَان ميزانا يُوزن بِهِ عمله فَمن عمل عملا سَيِّئًا خفت مَوَازِينه وَهوى فِي النَّار وَقد قيل إِن الْمِيزَان هُوَ مَنْصُوب بَين يَدي عرش الرَّحْمَن يُوزن بِهِ أَعمال الْعباد
وَكَانَ الْحسن رَضِي الله عَنهُ يَقُول لكل إِنْسَان ميزَان يُوزن بِهِ عمله من خير وَشر وَاسْتدلَّ على ذَلِك بقوله تَعَالَى {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} الْأَنْبِيَاء ٤٧ الْآيَة
وَأما قَوْله تَعَالَى {فَأَما من ثقلت مَوَازِينه فَهُوَ فِي عيشة راضية وَأما من خفت مَوَازِينه} القارعة ٨ فَهُوَ ميزَان الْحَسَنَات وميزان السَّيِّئَات وَقَوله {ثقلت} و {خفت} فَقَوله {ثقلت} بقول لَا إِلَه إِلَّا الله بالإخلاص و {خفت} من الْحَسَنَات بالشرك والنفاق والرياء والسمعة
لِأَن العَبْد قد يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله على مَعْصِيّة وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر على أَخذ مَال مُسلم فَإِنَّمَا ذَلِك نفاق لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مخلصا رجح مِيزَانه وَنَجَا من النَّار وَدخل الْجنَّة) فَقيل يَا رَسُول الله وَمَا إخلاصها فَقَالَ أَن تزحزحكم عَمَّا حرم الله عَلَيْكُم
٧٩ - وزن الْأَعْمَال
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَنه يقدم عبد يَوْم الْقِيَامَة لِلْحسابِ فَيخرج لَهُ تِسْعَة