للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت لَهَا رَحِمك الله إِن رَأَيْت أَن تمني عَليّ الزِّيَادَة

فَقَالَت وَمَا أفادك الْحَكِيم فِي مقامك بَين يَدَيْهِ من الْفَوَائِد مَا يَسْتَغْنِي بِهِ عَن طلب الزَّوَائِد قَالَ قلت لَهَا رَحِمك الله مَا أَنا بمستغن عَن طلب الزَّوَائِد قَالَت صدقت يَا مِسْكين حب مَوْلَاك واشتق إِلَيْهِ فَإِن لَهُ يَوْمًا يُذِيق فِيهِ أولياءه كأسا لَا يظمئون بعده أبدا

ثمَّ علا شهيق ثمَّ قَالَت يَا حبيب قلبِي إِلَى كم تخلفني فِي دَار لَا أجد فِيهَا صَادِقا بَرِيئًا من الدَّعَاوَى الكاذبة يسعدني الْبكاء عَن أَيَّام حَياتِي

ثمَّ تَرَكتنِي وانحدرت فِي الْوَادي وَهِي تَقول اللَّهُمَّ إِلَيْك لَا إِلَى النَّار حَتَّى غَابَ شخصها عَن بَصرِي وَانْقطع صَوتهَا عَن سَمْعِي

قَالَ ذُو النُّون فوَاللَّه مَا ذكرت كَلَامهَا قطّ إِلَّا كدر عَليّ أحشائي وعيشي

قَالَ ذُو النُّون فَلَقَد أدبتني واستقام حَالي مذ رَأَيْتهَا

وأنشدوا

(أُرِيد وَأَنت تعلم مَا مرادي ... وَتعلم مَا تلجلج فِي فُؤَادِي)

(فَهَب لي ذلتي واغفر ذُنُوبِي ... وسامحني بهَا يَوْم التنادي)

١٧٦ - رَجَعَ إِلَى الموعظة

يَا أخي مَالك لَا تفكر فِي قَول مَوْلَاك الَّذِي لم يزل عَلَيْك شَهِيدا وَهُوَ يسمعك ويراك قَوْله تَعَالَى {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا وَمَا عملت من سوء تود لَو أَن بَينهَا وَبَينه أمدا بَعيدا} آل عمرَان ٣٠ الْآيَة

أَقرع يَا مِسْكين بِهَذَا الْكَلَام بَاب قَلْبك فعساك تزيل عَنهُ الأقفال وترده عَن الغي والمحال وتوقظه عَن السَّهْو والإغفال قَالَ الله الْكَبِير المتعال {أَفلا يتدبرون الْقُرْآن أم على قُلُوب أقفالها} مُحَمَّد ٢٤ {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} آل عمرَان ٣٠ يَوْم يظْهر الْخَفي من أعمالك يَوْم تبْكي على قَبِيح أفعالك يَوْم يجزن الْمُسِيء من أقوالك يَوْم تنوح على خطاياك وضلالك

١٧٧ - جَهَنَّم وشدتها

ذكر أَن الْخلق إِذا اجْتَمعُوا فِي الْموقف وضاق المتسع وَعظم الْفَزع وَاشْتَدَّ الْجزع وَاخْتلفت الْأَقْدَام وَكثر الازدحام وَجَاءَت جَهَنَّم بالهول الْأَعْظَم وَالْعَذَاب الْمُقِيم الألزم ووقفت بَين يَدي الْجَبَّار خاضعة للْملك القهار أَمر الْجَبَّار جلّ جَلَاله أَن تفتح أَبْوَابهَا وترفع كل جلال عَلَيْهَا وَهِي سَبْعَة أَبْوَاب على كل بَاب سَبْعمِائة ألف جلال وَهِي الْحجب

وَلَوْلَا تِلْكَ الاجلال لاحترقت السَّمَوَات

<<  <   >  >>