(تحرّك إِن قدرت وقم طَويلا ... فَسَوف يطول نومك فِي التُّرَاب)
(وحقق مَا تَقول فَأَنت عبد ... تساءل ثمَّ تطلب بِالْجَوَابِ)
(وَكفر مَا عملت وَكن مجدا ... وَتب لله تسعد بالمتاب)
عباد الله لَيْسَ لكم دَوَاء من جَمِيع أمراض الشَّهَوَات إِلَّا التَّوْبَة والندم على مَا سلف وَحسن الأوبة لَعَلَّ الله يغْفر لكم مَا عقدتم عَلَيْهِ من الضمائر وَمَا طويتم عَلَيْهِ خفيات السرائر وينور لكم فِي ظلمات الأجداث وضيق الْقُبُور ووحشة الحفائر
وأنشدوا
(نعت نَفسهَا الدُّنْيَا إِلَيْنَا فأسمعت ... وَنَادَتْ أَلا جدوا الرحيل وودعت)
(وزمت مطايانا إِلَى برزخ البلى ... وساقت بِنَا سوقا حثيثا فأسرعت)
(سَلام على أهل الْقُبُور أحبتي ... لقد بليت أجسامهم وتقطعت)
(فَمَا موت الْأَحْيَاء إِلَّا ليبعثوا ... يَقِينا وتجزى كل نفس بِمَا سعت)
عباد الله فَمَا لكم تدعون إِلَى الرُّجُوع إِلَى الله فَلَا تجيبون وَالْمَوْت والقبر فَلَا تذكرُونَ فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ذهب السامعون والواعظون
وَبَقِي الجاهلون والغافلون
فَلَا سامع يعي وَيسمع وَلَا واعظ يداوي وينفع
كل قد شغل بالأماني والغرور وَنسي الرحيل إِلَى الْقُبُور
وَوجد على قبر مَكْتُوبًا
(لَا تثق بِالْحَيَاةِ من بعد قَبْرِي ... كل حَيّ مصيره كمصيري)
(كنت فِي نعْمَة وَفِي خفض عَيْش ... فَمضى وانقضى كَيَوْم قصير)
(ثمَّ افردت فِي الْقُبُور وحيدا ... وجفاني الصّديق فَوق الْقُبُور)
حَدِيث فِي مُنكر وَنَكِير
رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لجبريل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْإِسْرَاء كفى بِالْمَوْتِ طامة فَقَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام مَا بعد الْمَوْت أَطَم مِنْهُ وَأعظم
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا ذَاك يَا جِبْرِيل قَالَ الْملكَانِ الأزرقان الأسودان يطآن فِي شعورهما ويخرقان الأَرْض بأنيابهما بيد كل وَاحِد مِنْهُمَا عَمُود لَو ضرب بِهِ الْجبَال لقلعها من أُصُولهَا أعينهما كالبرق الخاطف واصواتهما كالرعد القاصف يَبْتَلِي بهما كل مُؤمن وَكَافِر فيأتيانه فِي قَبره فيروعانه ويقعدانه ويعرضان عَلَيْهِ عمله ويريانه مَقْعَده من الْجنَّة أَو النَّار
فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما الْكَافِر لَهما أَن