وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وافيتم سبعين أمة أَنْتُم أكرمها وأفضلها عِنْد الله) فَأخْبر الله تَعَالَى أَنه قَالَ {وَقُولُوا للنَّاس حسنا} الْبَقَرَة ٨٣ يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمن صلى على مُحَمَّد فقد خَالف الْمُنَافِقين وَالْكفَّار وَوَافَقَ أَمر الْجَبَّار وَأما محو الْخَطَايَا والأوزار
فَمَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من صلى عَليّ فِي يَوْم جُمُعَة مائَة مرّة غفرت لَهُ ذنُوب ثَمَانِينَ سنة)
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من صلى عَليّ مرّة وَاحِدَة أَمر الله حافظيه أَن لَا يكتبا عَلَيْهِ ذَنبا ثَلَاثَة أَيَّام
وَأما قَضَاء الْحَوَائِج والأوطار
فَمَا رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (الدُّعَاء بَين الصَّلَاتَيْنِ لَا يرد)
وَرُوِيَ أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء أفضل قَالَ الصَّلَاة عَليّ قَالَ أجعَل ثلث عبادتي الصَّلَاة عَلَيْك فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا هديت قَالَ أجعَل ثُلثي عبادتي الصَّلَاة عَلَيْك فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كفيت قَالَ أجعَل جَمِيع عبادتي الصَّلَاة عَلَيْك قَالَ من جعل جَمِيع عِبَادَته الصَّلَاة عَليّ قضى الله لَهُ جَمِيع حوائج الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهَذَا كُله مَعَ أَدَاء الْفَرَائِض
وَأما تنوير الظَّوَاهِر والأسرار
٤٦٣ - الصَّلَاة تنور الْقلب
فقد رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من أَكثر الصَّلَاة عَليّ نور الله قلبه) وَذَلِكَ أَن الذُّنُوب تسود الْقُلُوب لِأَن العَبْد إِذا عمل ذَنبا صَار نُكْتَة سَوْدَاء فِي قلبه فَإِذا تَمَادى على الذُّنُوب نمت تِلْكَ النُّكْتَة حَتَّى يسود بهَا الْقلب كُله وَإِذا رطب الله لِسَان العَبْد بِالصَّلَاةِ على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غفر الله لَهُ ذنُوبه وَلَو كَانَت مثل وزن الْجبَال فَإِذا غفرت ذنُوبه زَالَ السوَاد عَن قلبه وبدا فِيهِ النُّور لِأَن الْإِسْلَام لَا يتم إِلَّا بِالصَّلَاةِ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ أَنه لَو قَالَ عبد لَا أرى الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاجِبَة