فالمفهوم من هَذَا القَوْل أَن الله تبَارك اسْمه عرفكم بمنه ونعمه عَلَيْكُم ووبخكم بتغييركم لنعمه فَكَأَنَّهُ تبَارك وَتَعَالَى قَالَ {وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا وَرِزْقًا حسنا} النَّحْل ٦٧ فَالْمَعْنى تَتَّخِذُونَ من الرزق الْحسن سكرا وبدلتم الطّيب بالخبيث وَهَذِه غَايَة الْكفْر بنعم الله تَعَالَى أَن تسْتَعْمل فِي معاصي الله تَعَالَى فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة وَقد أعاب الله تَعَالَى فِي الْخمر ثمَّ امْتنع نَاس من شربهَا وَبَقِي على شربهَا الْأَكْثَرُونَ حَتَّى هَاجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة
٣٨٠ - حَمْزَة عَم النَّبِي وَالْخمر
فَخرج حَمْزَة بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ وَقد شرب الْخمر حَتَّى سكر مِنْهَا فَلَقِيَهُ رجل من الْأَنْصَار وَبِيَدِهِ نَاضِح لَهُ والأنصاري يتَمَثَّل ببيتين من شعر لكعب بن مَالك فِي مدح قومه وَذكر مفاخرهم وهما