(٣٠٠) ٤٨٠٠٠ قَبيلَة
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن الله تَعَالَى خلق فِي الأَرْض مِمَّا برأَ وذرأ ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين ألف قَبيلَة فَجعل فِي الْبَحْر ثَمَانِيَة آلَاف قَبيلَة وَجعل بَين السَّمَوَات وَالْأَرْض أَرْبَعِينَ ألف قَبيلَة تحملهَا الرّيح لَيْسَ مِنْهَا دَابَّة صغرت أَو كَبرت فِي الأَرْض أَو بَين السَّمَاء وَالْأَرْض إِلَّا وَمَعَهَا ملكان من قبل الله تَعَالَى فَملك يهيء لَهَا رزقها بِإِذن الله ويسوقها إِلَيْك وَملك آخر يَقُودهَا بِإِذن رَبهَا إِلَى مستقرها ومنقلبها حَتَّى الذّرة والقملة والدودة والبعوضة والذبابة فَإِذا استوفت أَثَرهَا وَرِزْقهَا وَبَلغت أجلهَا قبض ملك الْمَوْت روحها
فسبحان من لَهُ الْملك وَالتَّدْبِير
عباد الله فَالله اله لَا تغفلوا عَن طَاعَة مولاكم فَإِن الْمَوْت يطلبكم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار والعشى وَالْإِبْكَار فاجتهدوا فِي الْحَسَنَات وَاجْتَنبُوا فِي ليلكم ونهاركم السَّيِّئَات
قبل نزُول الْمَوْت والندم فالموت لَا يتْرك ملكا وَلَا أَمِيرا وَلَا حاجبا وَلَا وزيرا
وأنشدوا
(قد صرف البواب والحاجب ... وقهرمان الدَّار وَالْكَاتِب)
(وَأصْبح الصاحب من بَينهم ... بِحَيْثُ لَا جَار وَلَا صَاحب)
(واعتاضت الناهد من بعده ... ألفا سواهُ وَكَذَا الكاعب)
(وجد فِي تَفْرِيق مَا لم يزل ... يجمعه وَارثه اللاعب)
(فَكُن من الدُّنْيَا على أهبة ... يَا زاهدا فِيهَا وَيَا رَاغِب)
(فَإِنَّهَا أم لأبنائها ... مِنْهَا عَدو قَاتل سالب)
٣٠١ - رَحْمَة الله بالمسرفين
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَنه مَاتَ رجل من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه فدعي لجنازته مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر رَحمَه الله فَأبى أَن يحضر جنَازَته ثمَّ حضرها فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ لقد استحيت من الله أَن أرى أَن رَحمته تضيق عَلَيْهِ وَلَا تسعه فَصليت عَلَيْهِ
يَا مِسْكين مثلي أعلم أَنه إِذا نزل ملك الْمَوْت بِالْعَبدِ المذنب فَيرجع إِلَى مَوْلَاهُ بالذل وَالصغَار
فنرجو إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَن يعف عَنهُ ويرحمه وَيجْعَل الْمَوْت كَفَّارَة لذنوبه
وأنشدوا
(أَفِي كل يَوْم للمنية اقْربْ ... وكل الَّذِي آتيه يُحْصى وَيكْتب)