الَّذين آمنُوا كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) الْبَقَرَة ١٨٣ سماهم باسمه ورسمهم برسمه وشرفهم حِين عرفهم فَقَالَ {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كتب عَلَيْكُم الصّيام} سهل عَلَيْكُم بذلك وَارِد الْخطاب
كتب الله الصّيام على عبيده وَكتب الرَّحْمَة على نَفسه كتب الصّيام أَيَّامًا معدودات وَكتب لكم على نَفسه الْحُصُول فِي الدَّرَجَات كتب عَلَيْكُم أَن تَصُومُوا شهرا وَكتب لكم بِالْحَسَنَة عشرا
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (من صَامَ رَمَضَان فِي إنصات وسكوت وكف سَمعه وبصره وَلسَانه وَيَده وجوارحه عَن الْحَرَام وَالْكذب والغيبة والأذى اقْترب من الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى تمس ركبته ركبة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَلم يكن بَينه وَبَين الْعَرْش إِلَّا فَرسَخ أَو ميل) شكّ عَطاء بن يسَار فِي هَذَا الحَدِيث
وَرُوِيَ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (لَو أذن الله عز وَجل للسماوات وَالْأَرْض أَن تتكلما لشهدتا لمن صَامَ رَمَضَان بِالْجنَّةِ) الْإِشَارَة فِي قَوْله تَعَالَى {أَيَّامًا معدودات} الْبَقَرَة ١٨٤ كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُول فريضتي عَلَيْكُم مَعْدُودَة وعطيتي لكم غير محدودة عبادتكم لي بارة ونعمتي عَلَيْكُم بارة طاعتكم من الْحِين إِلَى الْحِين وثابت لكم أَبَد الآبدين صِيَامكُمْ لي من الْعَام إِلَى الْعَام وإباحتي لكم من الْجنَّة أحسن الْمقَام
اعلموا عباد الله أَن مولاكم جلّ جَلَاله حياكم بِشَهْر الصّيام وشرفكم بِملَّة الْإِسْلَام وجعلكم من خير أمة أخرجت للأنام بِمُحَمد عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام