للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبراهيمَ البخاريِّ (١)، على صحيح مسلم بن الحَجَّاج القُشَيْرِيِّ (٢) لأنَّ كلا


(١) صحيح البخاري هو الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "و أما جامع البخاري الصحيح فأجل كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى وقال الحافظ ابن حجر: "تقرر أنه التزم فيه الصحة، وأنه لا يورد فيه إلا حديثًا صحيحًا، هذا أصل موضوعه، وهو مستفاد من تسميته إياه: "الحامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه" ومما نقلنا عنه من رواية الأئمة عنه صريحًا ثم رأى أنه لا يخليه من الفوائد الفقهية، والنكت الحكمية، فاستخرج بفهمه من المتون معاني كثيرة فَرقها في أبواب الكتاب بحسب تناسبها، واعتنى فيه بآيات الأحكام فانتزع منها الدلالات البديعة". اه وقال الخطابي: "فأصبح هذا الكتاب كنزًا للدين وركازًا للعلوم، وصار بجودة نقده وشدة سبكه حكمًا بين الأمة فيما يراد أن تعلم من صحيح الحديث وسقيمه، وفيما يجب أن يعتمد ويعول عليه منه".
انظر "هدي الساري" (١٠)، "ما تمس إليه حاجة القاري لصحيح البخاري" للنووي، "البداية والنهاية" (١٢/ ٢٤) "أعلام الحديث" للخطابي.
أما الإمام البخاري صاحب الصحيح فهو:
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَردزبه البخاري سمع من: محمد بن سلام البيكندي، ويحيى بن يحيى، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن يحيى الذهلي وخلقٌ كثير رتبهم المزي في "تهذيب الكمال" على حروف المعجم.
قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي صاحب السنن: قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراق، فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل". وقال أيضًا: "هو أعلمنا وأفقهنا، وأكثرنا طلبًا". وقال الإمام ابن خزيمة: "ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل".
وثناء العلماء عليه طويلٌ لا ينتهي، أما مؤلفاته فكثيرةٌ جليلة منها، "التاريخ الكبير" و "التاريخ الصغير" و "الضعفاء" و "جزء رفع اليدين" و "الأدب المفرد" وغيرها.
توفي سنة: ست وخمسين ومئتين.
انظر أخباره في: طبقات الحنابلة (١/ ٢٧١) "تاريخ بغداد" (٢/ ٤)، "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٦٧)، "تهذيب الكمال" (١١٦٨)، "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٥٥٥)، "طبقات الشافعية" (٢/ ٢١٢) "تهذيب التهذيب" (٩/ ٤٧).
(٢) قال النووي: "اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول … " وقال: "من حقق نظره في صحيح مسلم ، واطلع على ما أودعه في أسانيده وترتيبه وحسن سياقته، وبديع طريقته، من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية وتلخيص الطرق واختصارها، وضبط متفرقها وانتشارها، وكثرة اطلاعه واتساع روايته وغير ذلك مما فيه من المحاسن والأجوبات واللطائف الظاهرات والخفيات علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره، وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" "شرح النووي على صحيح مسلم" (١/ ١١).
أما الإمام مسلم صاحب الصحيح فهو:
مسلم بن الحجاج القشيري، أبو الحسين النيسابوري روى عن القعنبي، وأحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وخلق.
وعنه: الترمذي، وأبو الفضل أحمد بن سلمة، وأبو حامد وعبد الله ابنا الشرقي وأبو عوانة الإسفرائيني وغيرهم.
قال أحمد بن سلمة: رأيت أبازرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج على مشايخ عصره وقال إسحاق بن راهويه وقد ذكر مسلم: أي رجل هذا؟ يعني جلالة قدره وغزارة علمه.
وقال النووي: أجمعوا على جلالته وأمانته وعلو مرتبته وحذقه في هذه الصنعة وتقدمه فيها.
من تصانيفه "الكنى"، "المنفردات والوحدان"، "الطبقات" و "التمييز" و "مشايخ مالك"، مشايخ شعبة، وغيرها.
توفي سنة إحدى وستين ومئتين بنيسابور، عن بضع وخمسين سنة.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" (١٣/ ١٠٠)، طبقات الحنابلة (١/ ٣٣٧) "تهذيب التهذيب" (١٣٢٣)، "تهذيب التهذيب" (١٠/ ١٢٦)، "شذرات الذهب" (٢/ ١٤٤).

<<  <   >  >>