للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السابق واللاحق] (١)

وإن اجتمع اثنانِ على شيخ، وتقدَّم موت أحدهما، فهو السابقُ واللاحقُ، وهو نوعٌ لطيفٌ، وقد صنَّف الخطيبُ فيه كتابًا سمَّاه بذلك (٢) ومن فوائده: الأمْن من ظنِّ سقوط شيءْ من إسناد المتأخِّر، وتقريرُ حلاوة الإسناد في القُلُوب.

مثاله: تحديثُ أبي عبد الله محمَّد بن إسماعيل البخاريِّ صاحب "الصحيح" عن تلميذه أبي العَبَّاس محمد بن إسحاق السَّراَّج في التاريخ وغَيْره، وحدَّث عن أبي العباس - أيضًا - أبو الحسن أحمد بن محَّمد الخفاف النيسابوريُّ، وكان وفاهُ البخاريِّ سنة ستٍّ وخمسين ومئتين، ووفاة الخفاف سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة، فبَيْنَ وفاتَيْهما مائة وسبْعٌ وثلاثون سنةً.

ومثاله -أيضًا-: أنَّ الحافظَ السِّلَفِيَّ (٣) سَمِعَ منه أبو عليٍّ


(١) "معرفة علوم الحديث" - للحاكم (٤٨)، "مقدمة ابن الصلاح" (٥٥٠ - ٥٥١)، "المنهل الروي" -لابن جماعة (٧٩)، "اختصار علوم الحديث" - لابن كثير (٢٠٠)، "فتح المغيث" - للعراقي (٣٨٥) "نزهة النظر" لابن حجر (٦٠) "فتح المغيث" - للسخاوي (٤/ ١٩٤)، "تدريب الراوي" - للسيوطي (٢/ ٢٦٢)، "شرح نزهة النظر" - للقاري (٢٠٣)، "توضيح الأفكار" - للصنعاني (٢/ ٤٨٠)، "منهج ذوي النظر" - للترمسي (٢٩٤) "لقط الدرر" - للعدوي (١١٣) "سح المطر" -لعبد الكريم الأثري (١١٦).
(٢) وهو مطبوع بتحقيق شيخنا محمد بن مطر الزهراني طبع دار طيبة -بالرياض- سنة ١٤٠٢ هـ.
(٣) هو أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني أبو طاهر السِّلَفِي قال الذهبي: "الإمام العلامة المُحَدِّث الحافظ المُفتى شيخ الإسلام شَرَفُ المُعمرين -و يلقبُ جدُّه أحمد سلفة وهو الغليظ الشفة، وأصله بالفارسية سلَبَة، وكثيرًا ما يمزجون الباء بالفاء - وسمع السلفي كثيرًا من الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي .... وحدث عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف صاحب ابن مردويه وأبي الفضل أحمد بن الحسن المؤدب، وغيرهم، حدث عنه: الحافظ محمد بن طاهر المقدسي، وعلي بن إبراهيم السرقسطي، وعمر بن عبد المجيد الميانشي، والحافظان عبد الغني وعبد القادر الرهاوي وغيرهم
من تصانيفه: "الأربعين البلدية"، "الوجيز في المُجاز والمُجيز"، "جزء في شرط القراءة على الشيوخ" وغيرها، توفي سنة ستٍ وسبعين وخمس مئة انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ٥)، "الكامل" لابن الأثير (١١/ ١٩١)، "اللباب" (١/ ٥٥٠) "طبقات الشافعية" (٦/ ٣٢).

<<  <   >  >>