للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دلالة خبر الآحاد] (١)

"وَ مَا" أي: الخبر الذي هو "سِوَى المتواترِ" - سواءٌ كان مشهورًا "أم عزيزًا" أم غريبًا - يُقَالُ لَهُ "آحَادٌ" عَلَى الأَصَحِّ؛ وذهب قومٌ إلى أنَّ المشهور قسمٌ ثالثٌ غير المتواتر والآحاد، وما سَبَقَ من الكَلام يوضِّحُ لك المَرَامَ.

ولنتعَّرضْ في هذا المقام لمسألة دعَتْنَا المناسبةُ لذكْرِها؛ تبعًا لجماعةٍ من الفضلاء في استطرادِهِمْ ذِكْرَ أَدْنَى ما يتعلَّقُ بغَرَضِهِمْ، وهي: أنَّ دلالة الآحاد ظنيَّةٌ؛ فلا يُقْطَعُ بِصدْقِها، وقد يفيد القَطْعَ والعِلْمَ اليقينيَّ؛ لقرينة احتفَّتْ به؛ كما في إخبار رَجُلٍ يَمُوتُ ولدُهُ المُشْرِفُ على الموت، مع قرينة البكاءِ وإحضار الكَفَن والنَّعْش؛ وهذا هو الأصحُّ الذي اختاره ابْنُ السّبْكِيِّ (٢)؛ وفاقًا للآمدي (٣)، وابن


(١) انظر "الكفاية" - للخطيب البغدادي (٢٥)، "توضيح الأفكار" - للصنعاني (١/ ٢٥)، "الإحكام" - لابن حزم (١/ ١٠٧) المسودة (٢٤٠)، "الإحكام" - للأمدي (٢/ ٣٢)، "إرشاد الفحول" - للشوكاني (٤٨)، "شرح الكوكب المنير" - للفتوحي (٢/ ٣٤٨).
(٢) هو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي أبو نصر تاج الدين السبكي الشافعي، الفقيه الأصولي اللغوي، من تصانيفه: "شرح منهاج البيضاوي" و "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب وجمع الجوامع وشرحه في أصول الفقه و "الأشباه والنظائر" و "طبقات الفقهاء الكبرى"، و "الوسطى"، و "الصغرى" توفي سنة إحدى وسبعين سبع مئة. انظر ترجمته في "الدرر الكامنة" (٣/ ٣٩)، "البدر الطالع" (١/ ٤١٠)، "شذرات الذهب" (٦/ ٢٢١).
(٣) تقدمت ترجمته.

<<  <   >  >>