للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المتواتر المعنوي] (١)

وأما المعنويُّ (٢): فهو أن يتواتَرَ معنَىَ في ضمن ألفاظٍ مختلفةٍ، ولو كان ذلك المعنى المشتَرَك فيه بطريق اللزوم؛ كما إذا أخبر واحدٌ عن حاتم (٣) بأنه أعطى دينارًا، وآخر أنه أعطَى بعيرًا، وآخر أنه أعطى فرسًا، وهلم جرًّا؛ فإنَّ المخبرين -وإن اختلفوا في الأداء- فقد اتفقوا على معنى كليٍّ وهو الإعطاء، وهو دُونَ التواتُرِ اللفظيِّ؛ لأَجْل الاختلاف في طريق النقل؛ قال الشيخ أبو إسحاق (٤): "ولا يكاد يقعُ الاحتجاجُ به إلا في شيء من الأصول، ومسائل قليلة من الفروع؛ كغَسْل الرجلَيْن مع


(١) انظر الكلام على التواتر المعنوي في: "شرح تنقيح الفصول" ص (٣٥٣) "نهاية السول" (٢/ ٢٧٤) "المسودة" ص (٢٣٥) "شرح الكوكب المنير" (٢/ ٣٣٢) "تدريب الراوي" (٢/ ١٧٩) "توجيه النظر" ص (٤٦ - ٥٠) "لقط الدرر" -للعدوي (٢٨)، "سح المطر"- لعبد الكريم الأثري (٢٣).
(٢) أي وأما القسم الثاني من أفسام المتواتر فهو المتواتر المعنوي.
(٣) هو حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، كان جوادًا شاعرًا، وكان حيث نزل عرف منزله، وإذا قاتل غلب، وإذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب- انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة (١/ ٢٤١).
(٤) هو إبراهيم بن علي بن يوسف، جمال الدين الفيروزآبادي الشافعي، قال النووي: "الإمام المحقق المتقن المدقق، ذو الفنون من العلوم المتكاثرات والتصانيف النافعة المستجادات" ومن أشهر مصنفاته "اللمع" وشرحه، والتبصرة في أصول الفقه. توفي سنة ست وسبعين وأربع مئة. انظر ترجمته في: "طبقات الشافعية" للسبكي (٤/ ٢١٥) "شذرات الذهب" (٣/ ٣٤٩)، "وفيات الأعيان" (١/ ٩).

<<  <   >  >>