والأدباء، ومدحوه بمدائح طنانة لم يُتح نظائرها إلا لا للملوك والأمراء …
وآثار أبي الثناء تمتاز بالإحاطة والعمق واستقلال الفكر وحريته، مع روعة البيان وحسن الافتنان في صياغة معانيه وأفكاره، وقد جاوزت مؤلفاته العشرين منها:«روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني»، «الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية»، «الأجوبة العراقية عن الأسئلة اللاهورية»، «نهج السلامة إلى مباحث الإمامة»، «نزهة الألباب، وضرائب الاغتراب في الذهاب والإقامة والإياب»، «المقامات»، وغيرها.
«وقد خلف أبو الثناء خمسة أشبال، اغترفوا جميعًا من بحره، واقتبسوا من نوره، ومشوا على أثره». (١)
[٢ - عبد الله بهاء الدين الألوسي (١٢٤٨ - ١٢٩١ هـ)]
هو بِكْر أولاد أبي الثناء ووالد أبي المعالي الألوسي، عالم في علوم الشريعة، وكاتب يجري في مذهب أبيه وأسلوبه، تخرج بأبيه في المنقول والمعقول، واقتدى به في جملة فضائله، وحاكاه حتى في خطه، وتعاطى الصناعة اليدوية، فكان يشتغل أدق الأشغال بغاية المهارة والإتقان، وترفع عن مناصب الدولة، وآثر عليها التدريس فانصرف إليه، وكان نسيج وحده في التقرير، وتقريب الشوارد إلى الأذهان …
وكان تقيًّا زاهدًا عفيفًا أبيًّا شديد الورع، كبير النفس، حاد المزاج، سريع الغضب سريع الرضى، قوي الفطنة، طيب المفاكهة،
(١) محمود شكري الألوسي وآراؤه اللغوية ص (٣١ - ٣٦).