للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنه يود لو يستطيع أن ينضم إليها فيدفع عنها وعن العراق هذا العدوا، إلا أن الأمير عبد العزيز آثر أن يتخذ جانب الحياد في هذه الأمر بسبب حداثة إمارته وعدم تهيؤه لهذا الأمر، مما قد يلحق الضرر الجسيم به وبإمارته لو أن عمد إلى نصرة الدولة العثمانية التي لا ينفعها ذلك الدعم المتأخر البسيط.

وعندما رجع الألوسي بهذه النتيجة وبلغ دمشق بطريق عودته، وجد ناسًا من أعداء الإصلاح قد كادوا له عند جمال باشا السفاح.

متهميه بأنه هو الذي أشار على عبد العزيز بهذا الرأي، ولكنه أي: جمال باشا- صم أذنيه عن هذه الفرية لعلمه بإخلاص الألوسي وكراهيته للاستعمار. (١)

* عنايته بنشر كتب علماء السلف:

كانت للألوسي جهود لا تنسى في مجال نسخ المخطوطات وإظهار بعضها إلى حيز المطبوع المنشور، وكان جل اهتمامه ينصب على كتب الإصلاح الديني التي نهل منها الشيء الكثير من مكتبة عمه الشيخ نعمان الألوسي، وكان أغلبها من كتب شيخ الإسلام تفي الدين أحمد بن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى؛ فكان حريصًا على اقتنائها عاملًا على نشرها ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.


(١) ذكر ذلك جمال باشا السفاح خلال لقائه بالألوسي في دمشق. ينظر كتاب «أعلام العراق» ص (١٠٥ - ١٠٧) للأستاذ الأثري.

<<  <   >  >>