للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[العزيز] (١)

"هذا، وَإِنْ "رَوَاهُ" أي: الخبر فيِ سَائِرِ طَبَقَاتِهِ اثْنَانِ" والمراد: ألَّا يرويَهُ أقَلُّ مَنْ ذلك عن مِثْلهم -: "فَهُوَ العَزِيزُ"؛ سمي [به]: إما لقلَّةِ وجوده؛ من باب عَزَّ يَعِزُّ - بكسر العين في المضارع - عِزًّ وَعَزَازَةً -بفتح العين-: إذا قَلَّ؛ ومنه قولُهُم: فلانٌ عزيزُ النظير، أي: قليلٌ وجود نظيرِهِ، وإما لكوْنه من: عَزَّ - أي: قَوِيَ والمضارع حينئذ-: يَعَزُّ - بالفتح- ومنه: "فَعَزَرْنَا هما بثالث" وقولهم: "مَنْ عَزَّيَزَّ" أي: من قَوِيَ وغَلَب، سَلَبَ، وإنما كان هذا النوع قويًّا؛ لمجيئه من طريق أخرى.

وليس التعدُّد في الرواة شرطًا للصحيح؛ بل قد يوجَدُ في الغريب، لكنِ الضعيفُ فيه كثيرٌ؛ ولهذا (٢) كَرِهَ جَمْعٌ من الأئمَّة تتبُّع الغريب، وقال أبو علي الجُبَّائِيُّ (٣) "إنَّه شَرْطٌ"؛ وإليه يوميء كلامُ الحاكمِ أبي عبد الله في


(١) "مقدمة ابن الصلاح" (٤٥٦ - ٤٥٧)، "المنهل الروي" -لابن جماعة (٦٢)، "اختصار علوم الحديث" - "لابن كثير (١٦١) "، "التقييد والإيضاح"- للعراقي (٢٦٨)، "نزهة النظر" -لابن حجر (٢٤)، "فتح المغيث" للسخاوي (١/ ٢١)، "تدريب الراوي" للسيوطي (٢/ ١٨٠) شرح "نزهة النظر" -لعلي القاري (٣٢)، "توضيح الأفكار"- للصنعاني (٢/ ٤٠١)، "توجيه النظر"- للجزائري (٣٦). "منهج ذوي النظر"- للترمسي (٨١)، "لقط الدرر"- للعدوي (٣٠)، "سح المطر" - لعبد الكريم الأثري (٣٠).
(٢) أى: لكون الغريب كثيرًا ما يكون ضعيفًا - كره … إلخ.
(٣) هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي البصري، الفيلسوف المتكلم، رأس المعتزلة وشيخهم، أخذ عن أبي يعقوب الشجام، قال الذهبي: "كان أبو علي- على بدعته- متوسعًا في العلم، سيال الذهنى، هو الذي ذلل الكلام وسهله، ويسر ما صعُب منه، من أشهر مصنفاته: "كتاب الأصول"، و "كتاب النهي عن المنكر"، و "كتاب الأسماء والصفات"، و "كتاب التفسير الكبير" وغيرها توفي سنة ثلاث وثلاث مئة، فخلفه ابنه أبو هاشم الجُبائي. انظر ترجمته في: "الفرق بين الفرق" (١٦٧) "وفيات الأعيان" (٤/ ٢٦٧)، "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ١٨٣) "شذرات الذهب" (٢/ ٢٤١).

<<  <   >  >>