للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

بذلك غايَةَ الاتِّضَاح؛ واستغَنْىَ بالصَّبَاح عن المصباح، وبَيَّنْتُ - حَسْبَ الطاقة - المراد؛ ودَفَعْتُ ما بدا لي من إيراد؛ فجاء - وله الحَمْد - حَسْبما كنْتُ أتمنَّاه؛ وسألته - مِنْ كَرَمِهِ - جَلَّ شأنه وعُلاه، والمرجُوُّ من أرباب الكمال؛ وأهْلِ الفضْل والإفضال: أن يَنْظُرُ ذلك بعين الرضا؛ فعَيْن الرضا عن كل عَيْبِ كَلِيلَةْ؛ ولا يَرْمُقُوه بعين السُّخطِ؛ فإنَّ عَيْن السّخِطِ تُبْدِيِ كُلَّ رذيلةْ، وإنِّي قد اعترفْتُ بأنِّي لَسْتُ من فرسان هذا الميدان؛ ولا مِمَّنْ له باعٌ في شيْءٍ من العلوم فَضْلاً عن هذا العلمِ العظيم الشان، وإنِّي قد نَقَلْتُ غالبَ مباحثِهِ وأقوالِهِ من مَظَانِّهِ ومَحَالِّه.

اللهمَّ، ارزقْنَا حلَاوَةَ الإقَبالِ عليك، والإصغاءِ والفَهْمِ عنك، والبَصِيرة في أَمْرك والنَّفَاذِ في طاعتك، والمواظبةِ على إرادتك، والمبادَرَةِ إلى خِدْمتك، وحُسْنِ الأَدَبِ في معاملتك، والتَّسْليم إلَيْك، والرضا لقضائك، ولا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله العليِّ العظيم؛ وصَلَّى اللَّهُ تعالَى وَسلَّمَ على سيِّدنا محمَّد الرَّءُوفِ الرحيم؛ وعلى آله وَصَحْبِهِ وتابعيهم السالِكِينَ طريقَهُمُ المستقيم (١).


(١) قال مؤلِّفه - حَفِظَهَ الله تعالى، وأبقاه، ونَفَعَ المسلمين بعلومه -: وقد فَرَغْتُ من تَسْويده يومَ الثلاثاء، بُعَيْد الظهر، لثماني عَشْرَةَ ليلةً خَلَتْ من شَهْرِ ربيعٍ الأوِّل، من شهور السنة التاسعة والتسعين بعد المئتين والألف، ومن تبييضه يَوْمَ الأربِعاء، بعد العصر، لثلاثٍ وعشرين ليلةً خَلَتْ من صَفَر الخيرِ، من السنة الثانية بعد الأَلْفِ والثلاث مئة، من الهِجْرة المباركة، في بَغْدَادَ دَارِ السَّلَامِ، والحَمْدُ لله ربِّ العالمين؛ وصَلَّى الله على سيِّدِنَا محمَّدٍ وعلَاآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين.
وقد وَقَعَ الفراغُ من كتابة هذه النُّسْخة الشريفة، على يد أَفْقَر العبادِ؛ وأحوَجهِمْ إلى عفوه يَوْمَ التَّنَاد، السَّيِّد صالح بن السَّيِّد محمَّد بن السَّيِّد يُوسُف، الإمام الأوَّل، في الالاي الحادي والثلاثين من السواريه في دار السلام بَغْدَادَ، يوم الأحد، الثالث عَشَرَ من شَهْر ذي الحِجَّة، من شهور السَنَةِ الثالثة بعد الثلاث مئة والألف. وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.

<<  <