للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موصوفًا بمراعاة حقوق الخلاء وحب الفقراء. (١)

ولكنه -معه الأسف- كان غارقًا في التصوف يحب أهل الطرق المبتدعة وكان «نقشبنديًّا»، ومسلكه هذا كان له تأثيرًا في توجه ابنه أبي المعالي في أول حياته، ثم أنقذه الله من غياهب تلك الضلالات كما ستقف عليه إن شاء الله في ترجمته.

وتصوفه هذا كان ناشئًا عن علل شتى نفسية وجسمية أورثته وساوس وخيالات خيلت إليه شفاءه به. (٢)

وله مصنفات قليلة في التصوف والنحو والمنطق والبيان. (٣)

وقد خلَّف خمسة بنين جروا على منهجه في العلم والأدب والتعفف، وكانوا أصحاب فضل ووجاهة وتهذيب، تولى ثلاثة منهم القضاة والإدارة في الدولة العثمانية وبلغوا درجاتها الرفيعة … وكان واسطة عقدهم نابغتهم أبو المعالي محمود شكري الألوسي الذي ورث أرفع خصال أبيه وجده، وكان أحد أعمدة هذه الأسرة. (٤)

[٣ - عبد الباقي الألوسي (١٢٥٠ - ١٢٩٨ هـ)]

وهو ثاني أبناء أبي الثناء، وقد كان من أجلاء علماء العراق، تخرج بأبيه وبعض تلاميذه، وغيرهم كعيسى البندنيجي البغدادي، فتأدب وتفقه، ودرس الهيأة وسائر الرياضي، وقرأ الأصلين والتفسير والحديث.


(١) محمود شكري الألوسي وآراؤه اللغوية ص (٣٧ - ٣٨).
(٢) المرجع السابق ص (٣٨).
(٣) أعلام العراق ص (٥٢).
(٤) محمود شكري وآراؤه ص (٣٩).

<<  <   >  >>