للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المزيد في متصل الأسانيد] (١)

أوْ كَانَتِ المُخَالَفَةُ بِزِيَادَةِ رَاوٍ أَوْ أَكْثَرَ في السَّنَدِ بَيْنَ رَاوِيَيْنِ يُظَنُّ الاتِّصَالُ بَيْنَهُمَا - عَلَى رِوَايَةٍ أُخْرَىَ حُذِفَ مِنْهَا ذَلِكَ، وكانَ حَذفُ الزائدِ مِنْ السَّنَدِ بتَحْديثٍ، أو إخبارٍ، أو سماعٍ، أو نحوهَا، مما يقتضي الاتصالَ -: فهو المَزِيدُ في مُتَّصِلِ الأسانيد؛ لأنَّ الزيادة حينئذ غلَطٌ من راويها أو سهْوٌ، إنْ وُجِدَتْ قرينةٌ تدلُّ على ذلك أو على غَلَبَةِ الظنِّ إن لم تكُنْ؛ إذ يحتمل حينئذ أن يكون راوي الزيادةِ قد تَحَمَّل الحديثَ عن كُلٍّ مِنَ الراويَيْن؛ إذْ لا مانعَ أنْ يسمعه من واحدٍ عن آخر، ثمَّ يسمعه من الآخر، والمعتَمَدُ عليه الروايةُ الأخرَىَ؛ لأنَّ مع روايتها حينئذٍ زيادَةً، وهي إثباتُ سماعِهِ منه، مع احتمال أنْ يكونَ أوثَقَ، وقد ألَّفَ الخطيبُ في ذلك كتابًا سمَّاه: "تمييزَ المَزِيد، في مُتَّصِلِ الأسانيد" (٢).


(١) "مقدمة ابن الصلاح" (٤٨٠ - ٤٨١) "المنهل الراوي- لابن جماعة (٧٨) ""اختصار علوم الحديث"-" لابن كثير (١٧١) "التقييد والإيضاح"- للعراقي (٢٨٩) ""نزهة النظر"-" لابن حجر (٤٧) "فتح المغيث" -للسخاوي- (٧٣) "تدريب الراوي"- للسيوطي (٢/ ٢٠٣) "شرح "نزهة النظر""- للقري (١٣٩) "منهج ذوي النظر" للترمسي (٧٥) ""لقط الدرر"- للعدوى- (٨٠) " "سح المطر" العبد الكريم الأثري (٨٤) ".
(٢) قال ابن الصلاح: "قد ألف الخطيب الحافظ" في هذا النوع كتابًا سماه (كتاب تمييز المزيد في متصل الأسانيد)، وفي كثير مما ذكره نظر؛ لأن الإسناد الخالي عن الراوي الزائد، إن كان بلفظ "عن" في ذلك فينبغي أن يُحكم بإرساله، ويُجعل معللا بالإسناد الذي ذُكرَ فيه الزائد، لما عُرف في نوع المعلل، … وإن كان فيه تصريح بالسماع أو بالإخبار كما في المثال الذي أوردناه، فجائز أن يكون قد سمع ذلك من رجل، ثم سمعه منه نفسه. اه "مقدمة ابن الصلاح" (٤٨٠، ٤٨١) وانظر "موارد الخطيب في تاريخ بغداد". للدكتور أكرم العمري ص (٧١).

<<  <   >  >>