للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَتَّى يُؤَذِّنَ بِلالٌ، وكَانَ بِلالٌ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَرَى الفَجْرَ" (١)؛ قال البُلْقِينِيُّ (٢): "هذا مقلوبٌ، والصحيحُ من حديث عائشَةَ: "إِنَّ بلالا لا يُؤَذِّنُ بَلْيلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حَتًّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْن أُمِّ مَكْتُومٍ، لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ" (٣) قال: وما تأوَّله ابن خُزَيْمة - من أنَّه لا يجوزُ أنْ يكُونَ النبيُّ جعَلَ الأذانَ نُوَبًا بَيْنَ بلالٍ وابْنِ أمِّ مكتومٍ - بعيدٌ، وأبعَدُ منه جزم ابْنِ حِبَّانَ بذلك" (٤).

وإنَّما قدَّم المصنِّفُ القَلْبَ في السنَدِ على الذي في المَتْن؛ لأنَّه بصدد بيانِ الطعْنِ في الرَّاوي.


(١) أخرجه ابن خزيمة (٤٠٦) وابن حيان (٣٤٧٣).
(٢) هو عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني. قال الحافظ ابن فهد: "إمام الأئمة وعلم الأمة حاز كل الفخر وهو أعجوبة الدهر خاتمة المجتهدين، ومن دان لفضله كل عالم من أئمة الدين … " حفظ القرأن وهو ابن سبع سنين، وحفظ الشاطبية، و"المحرر" للرافعي، و"الكافية الشافية" لابن مالك، و"مختصر ابن الحاجب"، وأكب على الاشتغال في فنون العلم والفقه، والأصول، والفرائض والنحو حتى فاق أقرانه، ثم أقبل على الحديث وحفظ متونه ورجاله فحاز من ذلك علمًا جمًا.
من تصانيفه: "شرح البخاري"، شرح الترمذي، "حواشي الكشاف"، "محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح" وغيرها. توفي سنة ٨٠٥ هـ. انظر ترجمته في "لحظ الألحاظ" (٢٠٦) لابن فهد، "شذرات الذهب" (٧/ ٥١، ٥٢)، "الضوء اللامع" (٦/ ٨٥)، "البدر الطالع" (١/ ٥٠٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٢٣) ومسلم (١٠٩٢) والنسائي (٢/ ١٠) والدارمي (١/ ٢٧٠) والبيهقي (١/ ٣٨٢) من حديث عائشة.
(٤) ينظر "صحيح ابن حبان" (٣٤٧٣).

<<  <   >  >>