كتاب عقد الدرر في شرح مختصر نخبة الفكر

المعروف والمنكر - ص: 215

[المعروف والمنكر] (١)

وإنْ خالفَ الراوي مَنْ هُوَ أرجَحُ منه، مع الضَّعْف - أي: ضعْفِ كُلٍّ مِنَ الراجحِ والمرجوحِ - لِسُوء، حفظهما وجهالتِهِمَا وغَيْرِ ذلك من مُوجبات الضَّعْف؛ لَكِنْ كان ذلك في المرجوحِ أَكْثَرَ منه في الراجح؛ فالراجح: هو المعروفُ؛ لشهرته ووضوحِ أمرِهِ، ومقابله: هو المنكر؛ لأنه لا يُعْرفُ متنه من غير جهةِ راويه؛ فلا يعتدُّ به؛ فالمعروف: "ما رواه الضعيفُ مخالفًا لمن فَوْقَهُ في الضعف"، والمُنْكَرُ: "مِا رواه الضعيفُ مخالفًا لمن دونه في الضَّعْف"؛ فخرج بقَيْد "الضعيف" في كلٍّ منهما: المحفوظُ والشاذُّ؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما راوِيهِ مقبولٌ.

وبهذا تبيَّن: أن النسبة بين الشاذِّ والمنكر تباين كُلِّيّ، لا تساو، ولا عموم وخصوص مطلقًا، ولا من وَجْه؛ لأن الشاذَّ - كما عرفت - لا يصدُقُ على شّيْءٍ مِنْ أَفْراد المُنْكَر؛ كما أنَّ المُنْكَر لا يصدُقُ على شيْء من أفراد الشاذِّ من رواية المقبول، والمُنْكَرِ من رواية الضعيف.

---

(١) "الكفاية" - للخطيب (٤٦٩)، ""مقدمة ابن الصلاح"" (٢٤٤ - ٢٤٦)، "الاقتراح" - لابن "دقيق العيد" (١٩٨)، "المنهل الروي" - لابن جماعة (٥٧)، "الموقظة" -للذهبي (٤٢)، "اختصار علوم الحديث" - لابن كثير (٥٥)، "التقييد والإيضاح" - للعراقي (١٠٥)، "فتح المغيث" - للعراقي (٨٧)، "النكت على ابن الصلاح" - لابن حجر (٢/ ٦٧٤)، "نزهة النظر" - لابن حجر (٣٦)، "فتح المغيث" - للسخاوي (١/ ٢٣٤)، "تدريب الراوي" - للسيوطي (١/ ٢٣٨)، "توضيح الأفكار" - للصنعاني (٢/ ٣)، "منهج ذوي النظر" - للترمسي (٧٨)، "لقط الدرر" - للعدوي (٥٤)، "سح المطر" - لعبد الكريم الأثري (٥٠).