للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شك، ثم ظهرت له فيما بعد الحقائق فكان -بسبب ما غرسه فيه عمه من أفكار نيرة نَمت فيما بعد- أشد منه حماسة في مناهضة التقليد والتصوف وأشد وطأة عليهما منه. (١)

- إسماعيل بن مصطفى الموصلي؛ هذا هو الشيخ أبي المعالي الثالث حيث لزمه بعد أن أعرض عن دروس عمه أبو البركات، وقد كان الموصلي حنفي المذهب نقشبندي الطريقة، ولعل نقشبنديته هي التي جعلت محمود شكري يختاره على غيره نظرًا لأن والده وشيخه الأول كان كذلك.

وقد أكمل عليه محمود شكري الكتب التي يدرسها طالب العلم المبتدئ في بغداد والتي لم يتم دراستها على والده، وكانت هذه الكتب تُعرف بكتب «الجادة» وهي كتب مقررة في المدارس العتيقة عند أهل بغداد لا بد لطالب العلم المبتدئ أن يدرسها جميعها وهي كتب معروفة في كل المواد الموجودة في ذلك الوقت، مثل: النحو والفقه والحديث والتفسير والبلاغة والأصول وغير ذلك. (٢)

* الأطوار التي مرت بها عقيدته:

بالتتبع والاستقراء لعقيدته -من خلال كتبه وسيرته- يلاح أنه مر من حيث معتقده بأطور ثلاثة:

الطور الأول: كان فيه صوفيًّا خالصًا؛ وهذا التطور يبدأ من أول حياته إلى أن تجاوز الثلاثين من عمره، وليس غريبًا أن يكون في هذه المرحلة


(١) محمود شكري وآراؤه اللغوية ص (٥٢) باختصار وتصرف.
(٢) محمود شكري وآراؤه اللغوية ص (٥٤)، و «المسلك الأذفر» ص (٢١٢).

<<  <   >  >>