الباطل والزيف، ولآراء يغلب زبدها وغثاؤها على ما ينفع الناس.
- ومدرسة أخرى تتميز بالنشاط العقلي وتدعو إلى الاجتهاد والتخلص من التقليد وإلى تطهير الإسلام من البدع وتجريد العقيدة من رواسب والوثنيات، وتُعنى باللغة والأدب، وبالتركيز على العلم النافع. (١)
* الحالة الدينية:
أما الحياة الدينية؛ فكانت تتجاذبها عدة مذاهب يصطرع حولها العلماء، ويسوقون الناس في تياراتها المتعارض سوقًا، جذبًا ودفعًا.
وكان أظهر هذه المذاهب ثلاثة: التصوف، والتشيع، والدعوة السُّنية السلفية.
أما التصوف؛ فقد كانت الدولة العثمانية تؤيد التصوف جملة في مختلف «طرائقه» من رفاعية ونقشبندية ومولوية وغيرها، وتمكن له وتحرص على تشجيع أربابه؛ وتناهش التشيع والحركة السُّنية السلفية معًا، إذ كانت تنظر إلى القوى التي خلفهما نظرة ارتياب عظيم وحذر شديد، سياسية لا ديانة.
أما التشيع؛ فكان خلفه دولة إيران الإمامية، وهي قد اصطرعت مع الدولة العثمانية زمنًا طويلًا من أجل الاستيلاء على العراق.
مع أن الإيرانيين انهزموا أمامها هزائم منكرة واستوثق لها من دونهم السلطان على العراق أربعة قرون، ظلت تنظر إليهم بعين الحذر، وتراقب تصرفاتهم ودعاياتهم في العراق، وتعد لها كل ما يضعفها من الوسائل.