للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطية (١)، وغيره؛ لقول قتادة: "لا أحَدٌ أبْصَرُ من الله، ولا أَسْمَعُ" (٢).

و تقديرُ النحاةِ المذكورُ غَيْرُ لازمٍ، ولا مُطَّرِدٍ؛ لأنَّ كُلَّ مقامٍ بما يناسبه وصفه بذلك، إما نفسه أو مَنْ شاء مِنْ خَلْقِهِ" انتهى.

و هذا تحقيقٌ بديعٌ، لا أظنّك تراه في غَيْر هذا الموضع.

قال المصنِّف عند ختامِ رسالته -: "فَرَغْتُ منْ تأليِفِهَا خِتَامَ سَنَةِ مِائَةٍ وخَمَسْينَ بَعْدَ الأَلْفِ، مِنْ هِجْرَةِ مَنْ تَقْصُرُ عَنْهُ بردة الوَصْفِ، صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمِ، وشَرَّف وعَظَّمَ وكَرَّمَ وقد كانت النسخة التى وَجَدْتُهَا: محرَّرةً على مسوَّدة المؤلَّف؛ حَيْثُ قال كاتبُهَا في آخرها: "إنِّي كتبْتُهَا على مسوَّدة المؤلَّف سنة ١١٥٤، وقد أسمَعَنِي مؤلِّفها - حفظه الله تعالى - من أوَّلها إلى آخرها، وبلغَتْ مقابلةً وتصحيحًا معه بخَلْوته" انتهى.

و قد وفَّقني اللهُ للختام؛ ومَنَّ عَلَي - جَلَّ شَأْنُهُ - بالإتمام، وقد صرفْتُ غاية وُسْعي في تَهْذيب هذا الشرح وتنقيحه؛ وبَذَلْتُ نهاية جَهْدي في كشفه وتوضيحه، باسطًا فيه الكلام؛ ممهِّدًا فيه المقاصد والأحكام، وقد أكثَرْتُ فيه الفوائد؛ وشَحَنْتُهُ بالأمثلة والشواهد؛ فاتَّضَحَ


(١) هو القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن عبد الرؤوف بن تمام بن عطية المحاربي ولد سنة ثمانين وأربع مئه واعتنى به والده فأدرك الشيوخ الكبار
قال ابن فرحون: كان فقيها عالما بالتفسير ويعد كتابه " المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز "من أعظم مؤلفاته واختلف في سنة وفاته فقيل في سنة اثنتين، وقيل إحدى، وقيل ست وأربعين وخمس مئة.
ينظر الديباج المذهب (٢/ ٥٧)، سير أعلام النبلاء (١٩/ ٥٨٧)، شجرة النور الزكية (١/ ١٢٩).
(٢) انظر الدر المنثور (٥/ ٣٧٩).

<<  <   >  >>