للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشواخص ونحوها؛ باختلاط الظلام، والراوي الفاعلُ له يقال له: مُدَلِّس - بكسر اللام - لإبهامه سماعَ ما لَمْ يسمعْهُ، وفعْلُهُ تدليسٌ، والتدليس في اصطلاح المحدِّثين - يقع على أنواعٍ، والمذكورُ في كلامِ المصنِّف نوعٌ منه، وهو تدليسُ الإسنادِ؛ ومنه أن يُسَقِطَ الراوي أداة الروايةِ مقتصرًا على اسْمِ الشيخ، ويفعله أهْلُ الحديث كثيرًا".

مثال: ما قاله ابن خشرم (١): "كنَّا عند ابن عُيَيْنة، (٢) فقال: قال الزُّهْرِيُّ (٣)، فقيل له، حدَّثَكَ الزهريُّ؟ فسكت، ثم قال: قال الزهريُّ، فقيل له: سمعْتَ من الزهريِّ؟ فقال: لا، لَمْ أسمعْهُ من الزهريِّ، ولا مِمَّنْ


(١) هو علي بن خَشْرَم - بمعجمتين، على وزن جعفر - بن عبد الرحمن المروزي، روى عن حفص بن غياث وابن عيينة ووكيع، وحجاج بن محمد، وغيرهم، وعنه: مسلم والترمذي والنسائي، وابن خزيمة وغيرهم، قال النسائي ثقة. توفي سنة (٢٥٧ هـ) انظر "التهذيب" (٧/ ٢٦٩)، "تقريب التهذيب" (٤٧٢٩).
(٢) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران مَيمون الهِلالي أبو محمد الكوفي روى عن عبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق السبيعي، وأيوب السختياني وسليمان التيمي، وعنه: الأعمش وابن جريج. وشعبة، والثوري ووكيع وغيرهم، قال العجلي: كوفي، ثقة ثبت في الحديث، كان حسن الحديث يعد من حكماء أصحاب الحديث؛ وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. قال الواقدي مات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومئة "تهذيب التهذيب" (٤/ ١٠٦).
وفد عد الحافظ ابن حجر ابن عيينة في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين ممن احتمل الأئمة تدليسهم حيث قال في أصحابها: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح، لإمامته، وقلة "تدليسه في جنب ما روى كالثوري، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة". اه "طبقات المدلسين" ص (١٣) وقد سمع ابن عيينة من الزهري وروى عنه كما في ترجمته في "التهذيب" (٤/ ١٠٦) ولكن هذا الحديث الذي دلس فيه لم يسمعه منه.
(٣) تقدمت ترجمته.

<<  <   >  >>