للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحديثِ على أنَّ رواية المُخَضْرِمَينَ (١) كأبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (٢) وقَيْسِ بْنِ أبي حازم (٣)، عن النبي من قبيل الإرسالِ، لا من قبيل التَّدْليس، ولو كان مُجَرَّد المعاصرة يَكْفي في التدليسِ، لكان هؤلاءِ مدلِّسين؛ لأنَّهُمْ عاصروا النبيَّ قَطْعًا، لكنْ لم يُعْرَفُ هل لَقُوهُ أم لا.

و ممَّنْ قال باشتراطِ اللقاءِ في التدليسِ فقطِ: الإمامُ الشافعيُّ، وأبو بكرٍ البَزَّارُ، وكلامُ الخطيبِ في "الكفاية" يقتضيه؛ وهو المعتَمَدُ" (٤).

أقولُ: ولا يَرِدُ عليه: "إنَّما لم يُطْلَقْ على روايةِ المُخَضْرَمِينَ اسْمُ "التدليسِ"؛ صيانةً لأهل ذلك القَرْنِ عن بَشَاعة هذا اللفْظِ؛ بدليل أنه لا


(١) قال الحاكم في "علوم الحديث" ص (٤٤): "هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة وليست لهم صحبة، منهم أبو رجاء العُطاردي، وأبو وائل الأسدي، وسويد بن غَفَلة، وأبو عثمان النهدي وغيرهم من التابعين". اه
(٢) هو عبد الرحمن بن مُلّ - بلام ثقيلة، والميم مثلثة - أبو عثمان النَّهْدي - بفتح النون وسكون الهاء - مشهور بكنيته سكن الكوفة ثم البصرة، أدرك الجاهلية، وأسلم على عهد رسول الله ، ولم يلقه، روى عن عمر، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، وجماعة من الصحابة، قال أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي: ثقة، قال ابن معين وغيره، مات سنة مئة، وقال خليفة: مات بعد سنة مئة، وقيل غير ذلك.
انظر ترجمته في: "تهذيب الكمال" (١٧/ ٤٢٤).
(٣) هو قيس بن أبي حازم البَجلي الأحْمَسي أبو عبد الله الكوفي، أدرك الجاهلية ورحل إلى النبي ليبايعه فقُبض وهو في الطريق، وأبوه له صحبة، ويقال إن لقيس رؤية، ولم يثبت، روى عن أبيه، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي. وسعد. والزبير، وغيرهم، قال ابن معين: هو أوثق من الزهري، وقال مرة: ثقة، وقال الذهبي: أجمعوا على الاحتجاج به، ومن تكلم فيه فقد أذى نفسه كذا قال.
قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين، مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
وقيل غير ذلك. انظر "تهذيب الكمال" (٢٤/ ١٠)، "تهذيب التهذيب" (٨/ ٣٣٥).
(٤) "نزهة النظر" ص (٤٣).

<<  <   >  >>