للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكما أن بيان عقيدة المؤلف مما ينبغي بيانه، فإنه من الخطورة بمكان أن ننسب العالم إلى فرقة بدعية بسبب مشاركته في مسألة أو مسألتين من فروع مسائلهم.

وبما أنَّ هذا البحث يهتم في المقام الأول بجمع ما تفرِّق من أقوال الحسين بن الفضل في التفسير، فإنه يصعب على الباحث أن يستبين الفرقة التي ينتمي إليها الحسين، ولذلك فإنَّ الحكم بالبقاء على الأصل هو الأولى، خاصةً وأنَّ المترجمين أثنَوا عليه من هذه الجهة، وله فيما وجدته من تفسيره ما يشهد له بذلك، فمن ذلك:

١ ـ تكفيره من قال إن أبا بكر ليس بصاحب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه إشارة إلى ما يقول به غلاة الرافضة، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى: [{إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)} [التوبة: ٤٠].

٢ ـ بيان وجوه الهدى في القرآن {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦] خلافًا للقدرية.

٣ ـ كأنه أراد الرَّدَّ على المعتزلة في خلق القرآن لما صرف معنى الذكر المحدث للرسول -صلى الله عليه وسلم-: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢)} [الأنبياء: ٢].

٤ ـ إثباته للرؤية خلافًا للمعتزلة {لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: ١٥].

٥ ـ إثبات القدر في آية: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: ٢٩].

٦ - إثبات الميزان يوم القيامة في قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل].

لكن أقول ـ مع ذلك ـ إنه وقع في بعض الأخطاء العقدية التي لا بدَّ من بيانها، وسأذكر بعضها هنا، كما سيمرُّ أثناء البحث التعليق على ما رأيته من أخطاء في هذا الجانب، والله الموفق.

١ - في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف: ٢٠٦].

<<  <   >  >>