للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحسين بن الفضل: (لم يجمع الله لأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلا للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فإنه قال: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة: ١٤٣].

وقد ورد في أقوال الحسين استنباطات للأمثال العربية من القرآن الكريم كما:

هـ - في قوله تعالى {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: ١٦٣].

روى الثعلبي عن إبراهيم بن محارب بن إبراهيم: سمعتُ أبي يقول: سألتُ الحسين بن الفضل هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتاً والحرام يأتيك جزفاً جزفاً؟

قال: نعم، في قصة داود وتأويله:

{إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ}.

و ـ في قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [يونس: ٣٩].

قيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن (من جهل شيئاً عاداه)؟ فقال: نعم في موضعين {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ}، وقوله: {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [الأحقاف: ١١].

المبحث السابع

موازنة بين منهجه ومنهج الفراء

قد يكون من الخطأ في حق الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ أن أجري موازنة تامة بين منهجه ومنهج الفراء من خلال كتابه (معاني القرآن) حيث إنه لدينا كتابٌ متكاملٌ للفراء يسهل إخراج منهجه منه، وليس الأمر كذلك في أقوال الحسين بن الفضل لكن من الممكن إجراء موازنة بين منهج الفراء من خلال كتابه وبين ما جُمع من أقوال الحسين، مع التأكيد بأن تلك الأقوال لا تشكل منهجاً متكاملاً لتفسيره.

<<  <   >  >>