للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسألة السادسة:

استنباط الحسين من هذه الآية نزول عيسى -عليه السلام-:

وكأني أرى أن قوله تعالى {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: ١٥٩] دليل قاطع على نزول عيسى -عليه السلام-، لأن أهل الكتاب لم يؤمنوا به قبل رفعه كلهم ولكن يؤمن به اليهود والنصارى إذا نَزَل قبل قيام الساعة، وسبب إيمانهم ظاهر فإنه ظهر لكل أحد أنه رسول مؤيد ليس بكذاب كما تقول اليهود، ولا بإله كما تقول النصارى.

فتكون الآية واضحة الدلالة في نزوله -عليه السلام- ـ والله تعالى أعلم ـ.

وأما أن تكون هذه الآية السابقة في آل عمران واضحة الدلالة في نزوله -عليه السلام- ففيه نظر لما ذُكر سابقاً من اختلاف التقديرات ـ والله أعلم ـ.

والظاهر من نقل الثعلبي لقول الحسين أنه نقله لإثبات رفع عيسى وأنه لم يُتوفَّ فقط.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران الآية: ١٣٥].

[٢٤] قال الحسين بن الفضل: (وهم يعلمون أن لهم رباً يغفر الذنوب، وإنما اقتبس هذا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أذنب ذنباً وعلم أن له رباً يغفر الذنوب غفر له وإن لم يستغفر) (١) الكشف والبيان للثعلبي (٢) / ٤٧٩ (٣).


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٤/ ٣٧٤): من طريق إبراهيم بن هراسة عن حمزة الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً مثله، وقال: لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا إبراهيم بن هراسه، تفرد به محمد بن عبدة.
(٢) وافقه البغوي في تفسيره ١/ ٤٢١، والقرطبي في تفسيره ٤/ ٢٠٩ وأبو حيان في البحر المحيط ٣/ ٦٥ ..
(٣) ت: عبد الله أبو طعيمة، ج: أم القرى.

<<  <   >  >>