للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحسين بن الفضل: (سألني عبد الله بن طاهر وهو الوالي، ... عن قوله سبحانه (فخَرَّ رَاكِعاً) هل يقال للراكع خرَّ؟

قلت: لا، قال: فما معنى الآية؟ قلت: معناها فخرّ بعد أن كان راكعاً أي سجد).

وفي هذا دلالة أكيدة على علو شأن الحسين بن الفضل في التفسير حتى أنهم دعوه ليكشف عنهم ما أشكل عليهم في معنى بعض الآيات.

المبحث الخامس

منهجه في الاختيار والاستدلال

كان للحسين في تفسيراته اختياراته الخاصة به ولقد وجدتُ له أكثر من اثني عشر اختياراً في أقواله التي بين أيدينا، وأضرب لذلك أمثلة منها:

أ - في قوله تعالى {الم} [البقرة: ١].

قال الحسين بن الفضل: (هو من المتشابه).

ب - في قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التغابن: ٢]

إن الله سبحانه خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا، قالوا: وتمام الكلام عند قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ} ثم وصفهم {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} وهو مثل قوله {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} [النور: ٤٥] الآية قالوا: فالله خلقهم والمشي فعلهم، وهذا اختيار الحسين بن الفضل).

ويحسن هنا أن أبين طرائقه في الاختيار وهي كالتالي:

[١ ـ استخدام أساليب اللغة]

كقوله تعالى {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: ٩٨].

قال الحسين بن الفضل: (إنما أراد بقوله {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} الأوثان، دون غيرها لأنه لو أراد الملائكة و الناس لقال: (ومن تعبدون)).

ولا يخفى أنه بنى اختياره هذا على المعروف من أسلوب العرب في لغتهم التي نزل القرآن بها.

<<  <   >  >>