للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الفجر]

قال تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: ٣]

[١٠٢] قال الحسين بن الفضل: (الشفع: درجات الجنة، لأنها ثمان، والوتر دركات النار، لأنها سبع، كأنّ الله تعالى أقسم بالجنة والنار).

الكشف والبيان للثعلبي (١) / ٥٣٢ (٢)

[الدراسة]

ذُكر في معنى الشفع والوتر أقوالٌ كثيرة جداً حتى قال الزمخشري: " وقد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه، وذلك قليل الطائل جدير بالتلهي عنه". (٣)

وذكر فيها ابن جرير في تفسيره نحواً من أربعة أقوال:

١ - الشفع: يوم النحر، والوتر، يوم عرفة.

٢ - الشفع: اليومان بعد النحر، والوتر: اليوم الثالث.

٣ - ... الصلاة المكتوبة منها الشفع كصلاة الفجر والظهر، ومنها الوتر كصلاة المغرب.

٤ - الشفع: الخلق كله والوتر: الله. (٤)

ورجح الأخير الشنقيطي ودللَّ لذلك. (٥)

ولم يجزم الطبري بواحد منها وقال: " إن الله ـ تعالى ذكره ـ أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعاً من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر ولا عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل إنه داخل في قسمه هذا، لعموم قسمه بذلك ". (٦)

أما عن قول الحسين بن الفضل فلعل الصحيح هو ما نقله ابن عطية عنه حيث نسب إليه قوله " الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية أبواب، والوتر أبواب النار لأنها سبعة أبواب ". (٧)

ففي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ما منكم من أحد يتوضأ فيُبلغ ـ أو فيُسبغُ ـ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء ". (٨)


(١) وافقه البغوي في تفسيره ٤/ ٦٠٨ وابن الجوزي في زاد المسير ٩/ ١٠٧ والقرطبي في ... تفسيره ٢٠/ ٣٩.
(٢) ت: صلاح بن سلام باعثمان، ج: أم القرى.
(٣) الكشاف ٤/ ٧٤٦ وقد ذكر في معناهما ثلاثة أقوال، و أوصلها ابن الجوزي في زاد ... المسير ٩/ ١٠٤ إلى عشرين قولاً، وينظر البحر المحيط ٨/ ٤٦٣.
(٤) ينظر في هذه الأقوال وقائليها: تفسيره ٣٠/ ٢٠٦ ـ ٢٠٩ وتفسير ابن أبي حاتم ١٠/ ٣٤٢٣ - ٣٤٢٤.
(٥) ينظر: الأضواء ٩/ ٢١٠/ ٢١١.
(٦) تفسيره ٣٠/ ٢٠٩.
(٧) المحرر الوجيز ٥/ ٤٧٧.
(٨) (الطهارة) ح: ٥٥٣، ص ١١٨.

<<  <   >  >>