للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما عن قول الحسين فيدل على أن للمرأة علاقة بفتنة داود -عليه السلام- وأن الذين جاؤوه لم يريدوا النعجة المعروفة، بل ذكروها رمزاً والمقصود هو المرأة.

ولكن هل النازلة لها علاقة بالمرأة فإن صحّت، فالذي ذهب إليه الحسين صحيح فالملائكة عرَّضوا للتفهيم فهو أدعى للتنبيه على الخطأ من أن يبادره به صريحاً، وهو من أحسن التعريض. (١) وقد يقال بوجود الفتنة على جهة الإجمال دون الدخول في التفاصيل التي لا تصح من جهة النقل.

والله جلّ ثناؤه لم يذكر هذا الذنب الذي صدر من داود -عليه السلام-، لعدم الحاجة إلى ذكره، فالتعرض له من باب التكلف، وإنما الفائدة ما قصه الله علينا من لطفه به وتوبته وإنابته، وأنه ارتفع محله، فكان بعد التوبة أحسن منه قبلها. (٢)

قال تعالى {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: ٢٤].

[٦٩] قال الحسين بن الفضل: (سألني عبد الله بن طاهر وهو الوالي عن قوله سبحانه (فخرّ راكعاً) هل يقال للراكع خرَّ؟

قلت: لا، قال: فما معنى الآية؟ قلت: معناها فخرَّ بعد أن كان راكعاً، أي سجد). الكشف والبيان للثعلبي (٣) / ١٩٧ (٤)


(١) للاستزادة ينظر: الكشاف ٤/ ٨١ - ٨٣.
(٢) ينظر: تفسير السعدي ص: ٧١٢.
(٣) وافقه البغوي في تفسيره ٣/ ٦٩٨ والقرطبي في تفسيره ١٥/ ١٦١ وذكر نحوه ابن عطية في المحرر الوجيز ٤/ ٥٠١ وأبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٣٧٧ والآلوسي في روح المعاني ٢٣/ ١٨٣.
(٤) ت: ابن عاشور.

<<  <   >  >>