للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة النجم]

قال تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: ١٩ - ٢٠]

[[٨٤] قال الحسين بن الفضل: (في الآية تقديم وتأخير، مجازها: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى؟ ومعنى الآية: أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله؟)]

الكشف والبيان للثعلبي (١) / ٣٤٨ (٢)

[الدراسة]

قوله {الثَّالِثَةَ} نعت لمناة وهي ثالثة الصنمين في الذكر، الأخرى نعت لها (٣)

وقال الثعلبي: " العرب لا تقول للثالثة الأخرى، وإنما الأخرى نعت للثانية فيكون في المعنى وجهان (٤):

أحدهما: أن ذلك لو فاق رؤوس الآي كقوله {مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: ١٨] ولم يقل أخر، قاله الخليل (٥).

والوجه الثاني: هو ما قاله الحسين بن الفضل.

وقال الزمخشري: {الْأُخْرَى} ذم وهي المتأخرة الوضيعة المقدار، كقوله تعالى {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ} [الأعراف: ٣٨] أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم، ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى" (٦).

وأجاب أبو حيان: ولفظ آخر ومؤنثه (أخرى) لم يوضعا للذم ولا للمدح، إنما يدلان على معنى (غير)، إلا أنَّ من شرطهما أن يكونا من جنس ما قبلهما، لو قلت: مررت برجل وآخر لم يدل إلا على معنى (غير)، لا على ذم ولا على مدح ". (٧)

وعند أبي البقاء: (الأخرى) توكيد؛ لأن الثالثة لا تكون إلا أخرى (٨).

وقال ابن عطية: " قال تعالى {الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} فأكدها بهاتين الصفتين كما تقول رأيت فلاناً وفلاناً ثم تذكر ثالثاً أجلَّ منهما، فتقول وفلاناً الآخر الذي من أمره وشأنه، ولفظة آخر وأخرى يوصف به الثالث من المعدودات وذلك نص في ... الآية .. " (٩)


(١) وافقه ابن الجوزي في زاد المسير ٨/ ٧٣ والقرطبي في تفسيره ١٧/ ٩١ والشوكاني في فتح ... القدير ٥/ ١٣٥ ولم يذكروا معنى الآية
(٢) ت: فريدة الغامدي، ج: أم القرى.
(٣) ينظر: زاد المسير ٨/ ٧٢.
(٤) الكشف والبيان ٢/ ٣٤٨ بنفس التحقيق السابق.
(٥) ينظر: المصدرين السابقين وتفسير البغوي ٤/ ٢٥٧/ ٢٥٨ وتفسير القرطبي ١٧/ ٩١ والبحر المحيط ٨/ ١٦٠.
(٦) الكشاف ٤/ ٤٢٣.
(٧) البحر المحيط ٨/ ١٦٠.
(٨) الإملاء ٢/ ٢٤٧.
(٩) المحرر الوجيز ٥/ ٢٠١ وينظر: التحرير والتنوير ٢٧/ ١١٠/ ١١١.

<<  <   >  >>