للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: لأنها كانت مرتبة عند المشركين في التعظيم بعد اللات والعزى فالكلام على نسقه. (١)

وذكر ابن عاشور أن الأحسن في قوله {الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} أنه جرى على أسلوب العرب فإنهم إذا أخبروا عن متعدد وكان فيه من يظنّ أنه غير داخل في الخبر لعظمة أو تباعد عن التلبس بمثل ما تلبس به نظراؤه أن يختموا الخبر فيقولوا: (وفلان هو الآخر) ووجهه هنا أن عُبَّاد مناة كثيرون في قبائل العرب فنبه على أن كثرة عبدتها لا يزيدها قوة على بقية الأصنام في مقام إبطال إلهيتها وكل ذلك جارٍ مجرى التهكم والتسفيه (٢).

وأما من ناحية قول الحسين فهو من شقين:

الأول: وفيه التقديم والتأخير

والثاني: ما ذكره في معنى الآية وهذا لا إشكال في صحته (٣).

والإشكال يكمن في تخريجه لمناة الثالثة الأخرى وجعل الكلام على التقديم والتأخير وقد تكرر هذا الأسلوب وتبين ما فيه.

وأكتفي بعدم الحاجة إلى مثل هذا القول بقول السمين الحلبي: " وقال الحسين بن الفضل: فيه تقديم وتأخير. أي: العزى الأخرى ومناة الثالثة، ولا حاجة إلى ذلك؛ لأن الأصل عدمه " (٤).


(١) ينظر: تفسير القرطبي ١٧/ ٩١.
(٢) ينظر: التحرير والتنوير ٢٧/ ١١١.
(٣) ينظر في هذا المعنى: تفسير البغوي ٤/ ٢٥٧.
(٤) الدر المصون ٦/ ٢٠٨.

<<  <   >  >>