للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صدر منه عمل العقلاء كقوله تعالى: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: ٤] ولم يقل ساجدة.

* وقال قتادة: كل موجود سوى الله تعالى (١) وإلى هذا ذهب عامة المفسرين.

وفي العالمين أمور:

١ - أن جمع العالمين - في الأصل - لما يعقل، فمن حمل عليهم جعله خاصّاً بالإنس والملائكة والجن.

٢ - أن العالمين ما سوى الله وفي إطلاق العالمين عليهم احتمالان:

الأول: أن يكون مدلولاً مباشراً عنهم، فإذا قيل: العالمين، فالمراد من سوى الله من جميع المخلوقات عاقلها وغير عاقلها من الجمادات ونحوها.

الثاني: أن يكون جمع العالمين لا يستعمل في الأصل إلا للعقلاء، ودخول غيرهم فيه من باب تغليب من يعقل على من لا يعقل.

٣ - على هذين الاحتمالين في العالمين تكون الأقوال المذكورة في إرادة نوع من العقلاء على سبيل التمثيل لا التخصيص، سوى عبارة الفراء وأبى عبيدة التي ظهر فيها قولهما بالتخصيص، وهذا التخصيص له ما يدعمه من جهة اللغة، ولكن الأولى القول بالعموم، كما ذهب إليه قتادة في عبارته، وهو الذي تندرج فيه الأقوال الأخرى فتكون على سبيل التمثيل.

قال تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤].

[[٨] قال الحسين بن الفضل: (يوم الطاعة).]

الكشف والبيان ٢/ ٥٥٠ (٢)،

[الدراسة]

الطاعة أحد معاني الدين الواردة عن اللُّغويين، وللدِّين معانٍ أخرى (٣) منها: الدين الحق، والدين الباطل، ويأتي بمعنى الشريعة الصحيحة، والدين بالكسر كذلك العادة والشأن، فهو من المشترك اللفظي (دان يدين عزَّ وذلَّ وأطاع وعصى واعتادَ خيراً أو شراً) (٤) ويأتي الدين بمعنى الطاعة (٥). ودانوا لفلان أي أطاعوه (٦).


(١) ينظر: معالم التنزيل للبغوي ١/ ٤، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١/ ١٨٣، وتفسير القرآن العظيم ابن كثير ١/ ٢٣، وفتح القدير للشوكاني ١/ ٢٦.
(٢) ت: خالد العنزي، ج: أم القرى.
(٣) ينظر: الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان ص: ١٣٣/ ١٣٤.
(٤) ما بين القوسين: القاموس المحيط للفيروزبادي (الدين).
(٥) ينظر: العين للخليل بن أحمد الفرهيدي ٢/ ٦١ و الصحاح (دين) ومختار الصحاح (دين)، والقاموس المحيط (الدين) والمفردات للراغب ص: ١٨١ و تفسير القرطبي ١/ ١٨٩ والبحر المحيط ١/ ١٣٦.
(٦) العين ٢/ ٦١ وينظر الصحاح (دين) ومختار الصحاح (دين)

<<  <   >  >>