للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة ص]

قال تعالى {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: ٢٣].

[٦٨] قال الحسين بن الفضل: (هذا تعريض للتفهيم والتنبيه؛ لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغي، وإنما هو كقول الناس: ضرب زيدٌ عمراً وظلم عمروٌ زيداً، واشترى بكر داراً، وما كان هناك ضرب ولا ظلم ولا شراء).

الكشف والبيان للثعلبي (١) / ١٩٧ (٢)

[الدراسة]

ذكر بعض المفسرين في قصة داود -عليه السلام- أخباراً تقشعر منها الأبدان ولا توافق عقلاً ولا نقلاً، ثم إنهم جعلوها تفسيراً لهذه الآيات من سورة ص (٣) {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (٢٢) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} (٤)


(١) وافقه البغوي في تفسيره ٣/ ٦٩٥ ونسب نحوه العيني في عمدة القارئ ١٦/ ١٠ إلى الحسين بن الفضل.
(٢) ت: ساعد بن سعيد الصاعدي، ج: أم القرى.
(٣) ينظر: تفسير الطبري ٢٣/ ١٧٥ - ١٧٧، وتفسير ابن أبي حاتم ١٠/ ٢٣٨ - ٢٣٩، وتفسير البغوي ٣/ ٦٩٣ - ٩٤. وأقصد الدخول في تفاصيل هذه القصة ووصف داود عليه السلام بما لا يليق بالأنبياء.
(٤) يراجع: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد أبو شهبة ص: ٢٦٤ - ٢٦٨، وقد ذكر الرازي في تفسيره ٢٦/ ١٦٥/ ١٦٦ أدلة في بطلان ما حُكي عن داود -عليه السلام-، فمن أراد الاستزادة فليراجعها.

<<  <   >  >>