للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأحقاف]

قال تعالى {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} ... [الأحقاف: ٣٥]

[٧٩] وقيل: هم نجباء الرسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر (١) وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠]

الكشف والبيان للثعلبي (٢) / ٢٥ (٣)

[الدراسة]

العزم هو الجِدُّ، عَزَمَ على الأمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً. (٤) وأولو العزم: أولو الجدِّ والصبر والثبات (٥).

اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل في هذه الآية الكريمة اختلافاً كثيراً (٦). أشهرها أنهم إبراهيم ونوح وموسى وعيسى وخاتم الأنبياء كلهم عليهم صلوات الله وسلامه (٧).

كما روى ذلك عن ابن عباس وبه قال مجاهد وقتادة (٨) وعطاء الخرساني (٩) واختاره الزجاج (١٠).


(١) وهم: إبراهيم وإسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان أيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس وإسماعيل واليسع ويونس ولوط عليهم السلام.
(٢) وافقه القرطبي في تفسيره ١٦/ ١٨٨، والشوكاني في فتح القدير ٥/ ٣٤ ونسب نحوه وابن عطية في المحرر الوجيز ٥/ ١٠٧ وابن الجوزي في زاد المسير ٧/ ٣٩٣ وأبو حيان في البحر المحيط ٨/ ٦٨ إلى الحسين بن الفضل.
(٣) ت: ابن عاشور.
(٤) ينظر: لسان العرب (عزم).
(٥) ينظر: تفسير الرازي ٢٨/ ٣٠.
(٦) ينظر في هذه الأقوال: زاد المسير ٧/ ٣٩٢ وتفسير القرطبي ١٦/ ١٨٨/ ١٨٩ والدر المنثور ٧/ ٤٥٤
(٧) ينظر: تفسير ابن كثير ٤/ ١٧٢.
(٨) ينظر: زاد المسير ٧/ ٣٩٢، ونسبه النحاس في معانيه ٦/ ٤٥٥ إلى مجاهد. والبغوي في تفسيره ٤/ ١٥٠ إلى ابن عباس وقتادة.
(٩) عطاء الخراساني: عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان الخراساني، نزيل الشام المحدث الواعظ، من طبقة صغار التابعين، توفي سنة (١٣٥ هـ) ينظر: السير (٦/ ١٤٠)، التقريب (٤٦٠٠).
(١٠) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٤٤٧.

<<  <   >  >>