للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعد إمكانية هذه التقديرات، ولأدلةٍ دلت عليها، يستغنى عن قول الحسين بتقديم ما حقه التأخير أو تأخير ما حقه التقديم.

وطالما أنَّ الآية واضحة المعنى، مفهومة المراد، من غير تقديم أو تأخير فلا داعي له. لبقائها على الأصل، وقد ناقشتُ القول في هذا الأسلوب فأرجو أن يكون الصواب فيما ذكرت.

ولعل الدَّاعي لقول الحسين هو النظرة العربية البحتة ــ والله أعلم ــ.

وقد قال الآلوسي: " ويفهم من كلام الطيبي أن فاء (فلا تذهب) جزائية وفاء (فإنَّ الله) للتعليل، وأن الجملة مقدَّمة من تأخير فقد قال إنه -صلى الله عليه وسلم- كان حريصاً على إيمان القوم وأن يسلك الضالين في زمرة المهتدين فقيل له عليه الصلاة والسلام على سبيل الإنكار لذلك: أفمن زين له سوء عمله من هذين الفريقين، كمن لم يزين له فلا بد أن يقر بالنفي ويقول لا، فحينئذ يقال له فإذا كان كذلك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فقدم وأخر. انتهى وفيه نظر " (١) والحسرات هي أشد الندامة. (٢)


(١) روح المعاني ٢٢/ ١٧٠.
(٢) ينظر: تذكرة الأريب ص: ٦٥.

<<  <   >  >>