للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن الجوزي: " والقول ما قاله ابن قتيبة وابن خزيمة .. " (١)

وقيل غير ذلك (٢)

وأما ما ذكره الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ في الآية أنه على حذف مضاف فالجواب: إنَّ من أبواب الحذف أن تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه وتجعل الفعل له (٣)

ولكن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما ظهر منه، وليس في ظاهر هذا على هذا التأويل دليلٌ على باطنه، فلا بد أن يكون فيما أبقى دليل على ما ألغى فقد تقدم أن الأصل في الكلام هو عدم الحذف وإذا دار الأمر بين الحذف وعدمه كان الحمل على عدمه أولى؛ لأن الأصل عدم التغيير (٤).

ولا أرى في الآية دليلاً على قول الحسين ولا حتى قرينةً تشير إليه وقد يكون فيه تعظيمٌ للرسول -صلى الله عليه وسلم- من جهة عدم نسبه إلى عدم معرفة الإيمان - والله أعلم -

غاية ما هنالك: اختلاف العلماء في هذه الآية فظاهر الآية يدل على أنه ما كان قبل الوحي متصفاً عليه الصلاة والسلام بالإيحاء (٥) مع الإجماع أنه لا يجوز أن يقال إن الرسل كانوا قبل الوحي على الكفر وذكروا في الجواب وجوهاً منها ما ذكره الحسين بن الفضل (٦) ولكن ما أيسر أن يجاب بما ذكره السلف واختاره أهل السنة مما تقدم.


(١) زاد المسير ٧/ ٢٩٨.
(٢) ينظر: تفسير القرطبي ١٦/ ٥٣ والبحر المحيط ٧/ ٥٠٤/ ٥٠٥ وروح المعاني ٢٥/ ٥٨/ ٥٩.
(٣) ينظر في هذا و في أبواب الحذف: تأويل مشكل القرآن ص: ١٣٣ - ١٤٧.
(٤) ينظر: البرهان ٣/ ١٠٤.
(٥) ينظر في هذا ومناقشته: تفسير القرطبي ١٦/ ٥٠ - ٥٣.
(٦) ينظر: تفسير الرازي ٢٧/ ١٦٤.

<<  <   >  >>