للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد يكون سبب قول الحسين بهذا القول، هو أنه قد طُلِبَ ممن يعلم أن يعلم، فكان المراد غير العلم الابتدائي، فذهب الحسين إلى أن المراد بالعلم هنا الزيادة من العلم والله أعلم.

وطلب الشيء ممن هو متحقق فيه يدل على قدر زائد عن أصله كما يطلب المؤمنون الهداية في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، وكما يطلب الله من المؤمنين الإيمان في مثل قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: ١٣٦] وهذا يدل على أنه أسلوب قرآني متكرر في أكثر من معنى، وقد جاء في طلب العلم ها هنا.

وهذا الذي ذهب إليه الحسين بن الفضل ـ رحمه الله ـ له حظه من النظر ولعله اقتبسه من قوله تعالى {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤]، وأراه قريباً من قولهم: "فاثبت على علمك" إلا أنه أضاف الزيادة، والزيادة لا تكون إلا إذا ثبت.

<<  <   >  >>