للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال النحاس: " ومن أصح ما قيل فيه وأجمعه لأقوال العلماء أنه الصغائر ويكون مأخوذاً من لممتُ بالشيء إذا قلَّلت نيلَهُ " (١).

قال ابن القيم: " والصحيح: قول الجمهور: إن اللمم صغائر الذنوب، كالنظرة والغمزة والقبلة، ونحو ذلك. هذا قول جمهور الصحابة ومن بعدهم. وهو قول أبى هريرة وعبد الله بن مسعود وابن عباس .. ولا ينافي هذا قول أبي هريرة، وابن عباس في الرواية الأخرى (إنه يُلم بالكبيرة ثم لا يعود إليها) فإن

(اللمم) إما أنه يتناول هذا وهذا، ويكون على وجهين. كما قال الكلبي (٢)، أو أن أبا هريرة.

وابن عباس ألحقا من ارتكب الكبيرة مرة واحدة، ولم يُصرّ عليها، بل حصلت منه فلتةً في عمره باللمم، ورأيا أنها إنما تتغلظ وتكبر وتعظم في حق من تكررت منه مراراً عديدة. وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم وغور علومهم .. " (٣)

وإذا تقرر ما سبق علم أن الحسين بن الفضل يذهب إلى ما ذهب إليه الجمهور بالجملة، ولعلَّه ذكر النظرة كمثال للصغائر وهي نظرة الفجأة كما نسب ذلك إليه ابن عطية (٤)، وزاد عليه إذا عاود النظر فلا يغفر. وقد يكون هذا معنى الإصرار لأنه قيل: لا صغيرة مع الإصرار ـ والله أعلم ـ

وقد نسب الفراء هذا القول إلى الكلبيِّ (٥).


(١) إعراب القرآن ٤/ ١٨٥.
(٢) قال الكلبي (اللمم) على وجهين: كل ذنب لم يذكر الله عليه حداً في الدنيا ولا عذاباً في الآخرة، فذلك الذي تكفره الصلوات الخمس، مالم يبلغ الكبائر والفواحش والوجه الآخر: هو الذنب العظيم، يُلم به المسلم المرة بعد المرة فيتوب منه. مدارج السالكين ١/ ٣٢٣.
(٣) مدارج السالكين ١/ ٣٢٤.
(٤) ينظر: المحرر الوجيز ٥/ ٢٠٥.
(٥) ينظر: معاني القرآن ٣/ ١٠٠.

<<  <   >  >>